تعيش مدينة مكناس، منذ الأيام الأولى من رمضان، شحا كبيرا في المياه الصالحة للشرب، واعتبر مهتم بالشأن المحلي بمكناس أنه لابد من التفكير الجدي لحل هذا المشكل بشكل بنيوي، مشيرا أنه"لحد الساعة، ما زال المشكل مطروحا بحدة في مناطق عدة بالعاصمة الإسماعيلية". ونقلت يومية "المغربية" من بعض المصادر أن هناك تفكيرا جديا من قبل بعض الفعاليات في تنظيم وقفات احتجاج جديدة للتعجيل بحل المشكل. وأصدرت فعاليات، نظمت حركات احتجاج يوم الأحد الماضي، بيانا، حملت من خلاله مسؤولية ما يقع إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء. وعزت الوكالة هذا المشكل إلى تلوث عيون ريبعة، وبيطيط، المزودتين لخزانات وكالة الشبكة الحضرية بمكناس، جراء العاصفة الرعدية الأخيرة، التي تسببت في تساقطات مطرية. واعتبر أحد المحتجين أنه، بقدرما أصبح سكان مكناس يفرحون بنزول الأمطار، بقدر ما يعني بالنسبة إليهم شحا في مياه الشرب، بسبب تلوث عيون ريبعة. وتبين لتقنيي الوكالة أن هذه الخزانات تعرف ترسبات أوحال مياه الأمطار جراء هذه التساقطات، ما أجبر الوكالة على اقتناء المياه التابعة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وهو الإجراء الذي يكلف مالية الوكالة مصاريف زائدة، وفي هذا الإطار لجأت الوكالة إلى توزيع هذه المياه باقتصاد كبير، في انتظار أن تعالج خزانات شبكاتها الحضرية حتى تعود إلى الخدمة بشكل طبيعي. وكان عشرات المكناسيين قد خرجوا في مظاهرة احتجاجية بسبب اللانقطاعات المتوالية للماء في شهر رمضان وهو ما خلق ارتباكا داخل العديد من الأحياء السكنية، لدرجة أن عملية قطع الماء تستمر لساعات طويلة، ما جعل العديد من الأسر تلجأ إلى شراء المياه المعدنية من محلات البقالة والأسواق الممتازة، مما زاد من مصاريف إضافية أضرت بالفئات المحدودة الدخل خلال هذا الشهر المبارك. وانعكس قطع الماء سلبا على تدبير شؤون البيوتات لساعات طويلة من حيث غسل الأواني والثياب وإعداد الفطور والاستحمام و..و... كما حدث ارتباك واضح داخل العديد من المرافق خاصة المساجد حيث اضطر العديد من المصلين اللجوء إلى التيمم بالأحجار إن وجدت. ومما زاد من تعقد الوضع قبل أيام نفاذ المياه المعبأة داخل القنينات والبدونات بسبب الإقبال الكبير من طرف السكان الراغبين في تأمين حاجياتهم من الماء، حيث حققت الشركات أرباحا مهمة جراء تصريف كمية من تلك المياه عبر نقط البيع من المدينة. من جهة أخرى شكل تغير طعم ولون الماء مصدر احتجاج من طرف سكان مدينة مكناس منذ 20 سنة مضت، وهو ما يفرض الإسراع بتنفيذ المشاريع لتفادي شبح العطش. إلى ذلك اعتبر محمد فوزي، والي جهة مكناس تافيلالت، أن الأزمة، التي تعيشها مدينة مكناس جراء الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب "مقلقة وناتجة عن مشكل بنيوي". وأضاف فوزي، خلال ندوة صحفية، عقدها بداية الأسبوع الجاري، لتلسيط الضوء على مشكل الانقطاعات الكثيرة في مياه الشرب بالمدينة، أن الدراسات المتعلقة بإنشاء محطة لمعالجة مياه عيون ريبعة، وبيطيط انتهت، وأن الإجراءات الإدارية جارية حول الإعلان عن صفقة إنجاز هذا المشروع، الذي قدرت تكلفته في حدود 160 مليون درهم، وسيكون جاهزا مع بداية سنة 2012.