قالت وكالة الأنباء الهندية (إندو آزيان برس سيرفيس) أن مخيمات تندوف تحولت إلى مجال خصب للتطرف وتجنيد إرهابيين بين الشباب اليائسين، الذين يعيشون في ظروف صعبة تحت رحمة ديكتاتورية "البوليساريو". وحذر الخبير في الشؤون الأفريقية سوريش كومار في تحليل، بثته الوكالة الهندية، من تحول مخيمات تندوف إلى "مجال خصب للتطرف وتجنيد إرهابيين وسط الشباب اليائسين، الذين يعيشون في ظروف صعبة ويرزحون تحت رحمة ديكتاتورية قيادة البوليساريو"، خصوصا في ظروف تطبعها الهشاشة، ابتداء من الصحراء عبر الساحل، وصولا إلى جنوب القارة الأفريقية. وذكر الخبير بأن منطقة الصحراء والساحل تشهد حاليا تغيرات عميقة، بالنظر إلى التهديدات الأمنية الخطيرة التي تواجهها، خصوصا الأعمال الإرهابية بشمال مالي وقرار السلطات الجزائرية بإغلاق حدودها مع ليبيا بسبب الأزمة الأمنية في هذا البلد، والوضع السياسي غير المستقر في مصر، إضافة إلى سلسلة الهجمات الإرهابية في نيجيريا المنسوبة لمجموعة بوكو حرام. ووفقا لسوريش كومار، الذي يعمل أيضا أستاذا بشعبة الدراسات الأفريقية بجامعة نيودلهي، فإن المظاهرات العنيفة التي شهدتها مخيمات تندوف، تؤشر إلى تصاعد حدة الغضب واليأس في وجه ديكتاتورية "البوليساريو" وتصلبها في وجه أية تسوية لقضية الصحراء، مؤكدا أن هذه الانتفاضة التي يقودها الشباب، المنضوون تحت لواء حركة شباب من أجل التغيير، تأتي للتنديد ب "الظروف المعيشية الهشة وغير الإنسانية السائدة في مخيمات تندوف، وكذا بتسلط قيادة البوليساريو واغتنائها غير المشروع". وأضاف الخبير أن هؤلاء الشباب "ضاقوا ذرعا بالوضع المتجمد ويرغبون، دون تأخير، في حل نهائي ومستدام لقضية الصحراء، خصوصا بعد تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقرار رقم 2152". وذكر بأن هذا القرار يدعو الأطراف إلى إيجاد حل سياسي عادل ونهائي ومقبول لهذا النزاع الإقليمي، مع التأكيد على وجاهة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والتي وصفت بأنها جدية وذات مصداقية. وذكر المحلل بمختلف التقارير التي أصدرتها المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والتي تشير للأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان مخيمات تندوف، المحرومون بشكل ممنهج من أبسط حقوقهم الإنسانية، ومن حرية التنقل والتعبير وحرية إنشاء جمعيات، مشددا على ضرورة إيجاد حل عاجل لنزاع الصحراء بمساعدة المجتمع الدولي.