يشكل موضوع النهوض بالحكامة الرشيدة ومكافحة الرشوة موضوع ندوة إفريقية، انطلقت أول أمس الاثنين بمدينة طنجة، بمشاركة حوالي عشرين مسؤولا وخبيرا إداريا بمؤسسات الوساطة بإفريقيا. وتهدف هذه الندوة، التي ينظمها المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد) على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "النهوض بالحكامة الرشيدة في مؤسسات الأمبودسمان وهيئات محاربة الرشوة في المؤسسات العمومية بإفريقيا"، إلى التفكير بشكل جماعي حول إمكانيات محاربة الرشوة وإقرار الحكامة بالإدارات العمومية بالقارة الإفريقية. وفي كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء، أشار المدير العام لمركز كافراد السيد سيمون ماموسي ليلو إلى "التهديد الذي تمثله ظاهرة الرشوة، التي تعيق سلسلة القيم، وتقف في وجه جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان القارة". وسجل أن "هذه الندوة تشكل إطارا للتفكير والعمل من أجل مناقشة سبل الحد من ظاهرة الرشوة وتخليق الإدارات العمومية"، مضيفا أن المشاركين سيخرجون بعد ثلاثة أيام من النقاش بمجموعة من الأدوات التي قد تشكل أرضية لوضع برامج لمكافحة الرشوة. ومن جهته، تطرق الخبير في مركز "كافراد" السيد شيهو صاليحو محمد إلى مختلف أوجه الرشوة، معتبرا أن الأمر "يتعلق على الخصوص بالاستعمال السيئ للسلطات العمومية لتحقيق أهداف شخصية، سواء عبر عمولات أو الشطط في استعمال السلطة". واستحضر، في هذا الصدد، مجموعة من الأمثلة حول العلاقة بين الرشوة والسلطات العمومية، مؤكدا أن "استئصال هذه الآفة يمر بالضرورة عبر تطهير الحكومات على المستويين المحلي والمركزي". وسيناقش المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المواضيع، من بينها على الخصوص، الشراكة بين القطاعين العام والخاص في برامج مكافحة الرشوة ودور مؤسسات الوساطة والأمبودسمان بهدف تحسين مبادئ العدالة الاجتماعية وربح تحديات إقرار الحكامة الرشيدة. وقد أحدث مركز "كافراد" سنة 1962 باقتراح من المغرب خلال الدورة ال` 12 للمؤتمر العام لليونيسكو الذي أرسى القواعد الأولية للمركز، الذي أصبح منظمة دولية إفريقية تعنى بالدراسات والاستشارات العلمية المتعلقة بالتنمية الإدارية في الدول الإفريقية. ويضم المجلس الإداري للمركز حاليا أزيد من 34 بلدا إفريقيا، انضمت إلى "كافراد" للاستفادة من خبرته في مجال تطوير الإدارة العمومية والرفع من أداء مؤسسات الدولة.