دق المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، يوم الإثنين في واشنطن، ناقوس الخطر بخصوص التحالفات التي تعقدها جبهة البوليساريو الانفصالية مع العديد من الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء. وأفاد التامك، الذي كان يتحدث في لقاء نظمته مجموعة التفكير الأمريكية "دو واشنطن إنستيتيوت فور نير إيست بوليسي" حول موضوع "مقاربة المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف"، بأن هذه الجماعات الإرهابية أصبحت مناصرة لدعاة الانفصال. واستدل التامك، ضمن ذات اللقاء، على قوله بالانخراط الفعلي لما لا يقل عن 100 عضو بجبهة البوليساريو بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا "ميجاو". واستطرد التامك بأن "هذا التحالف أصبح مقلقا أكثر من أي وقت مضى، حيث أن شبكات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا أصبحت أكثر انتشارا، إذ تتلاقى مع جماعة "بوكو حرام" بنيجيريا، التي أقدمت على اختطاف أزيد من 200 فتاة، وكذا جماعة الشباب بالصومال". ولحل هذه الإشكالية الأمنية الشائكة، دعا المسؤول المغربي إلى مبادرة دولية أكثر نجاعة في مجال مكافحة الإرهاب تحرص على ألا تستفيد مختلف الفروع المحلية لتنظيم القاعدة من الاضطرابات التي تولدت عن "الربيع العربي" للتغلغل في بلدان المنطقة". ومن مداخل الحلول الأخرى لهذه المعضلة، وفق التامك، ضرورة إعادة النظر في السياسات التربوية والدينية من خلال اعتماد مقاربة تقوم على الاعتدال والتسامح، وتوسيع القوانين والتشريعات المتعلقة بمكافحة كافة أشكال الدعم المالي للإرهاب. ودعا المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج إلى "تكثيف التعاون التقني على المستويات الإقليمية والدولية، بشكل يشمل مجالات اللوجستيك وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتكوين القوات الخاصة". ولم يفت التامك الإشارة إلى التعاون في المجال الديني من خلال تكوين بالمغرب ما لا يقل عن 500 إمام مالي، مبرزا أن بلدانا أخرى مثل كوت ديفوار والنيجر وليبيا وتونس وغينيا كوناكري طلبت من المغرب استفادة أئمتها من نفس هذا التكوين.