أعجبتني المستملحة السابقة لوزير الاتصال والناطق الرسمي والشيوعي السابق والاشتراكي المخضرم والتقدميالأصيل ورجل الإدارة والقانون و... السيد خالد الناصري بدعوته للصحفيين المغاربة بالهداية في الحج . فما على الصحفيين المغاربة هذه الأيام العصية سوى أن يختموا مقالاتهم بأمين يارب العالمين. ففي دعائه المستجاب يدعو للصحفيين المغاربة بالهداية ،مماذا؟وممن؟ بالهداية ألا يتجاوزوا الخطوط الحمراء وإلا نزل بهم ما نزل من السجن النافذ والغرامة الثقيلة والحكم المخفف بإغلاق جريدة أخبار اليوم وتشريد أكثر من 70 صحفيا وعاملا وحبس مدير جريدةالمشعل وجرجرة المدونين إلى المحاكم والسجون. وبالحسنة بألا يجتمعوا ذات مرة في العام ويتركوا افتتاحياتهم بيضاء احتجاجا على ما آلت الصحافة المستقلة في هذه البلاد. وبنيل الرضى الأكبر بأن لايكرروا أخطاء سابقة عن مرض الملك وعافيتهوحكاية الشرطي ورصاصة رمضان وفيلم الخالة والأفوكاتو وألا يلامسوا أسوار القصر وأحجاره وأن يبتعدوا عن كل مقدس حتى ولو كان عددا يحمل رقم19. وبالرحمة بأن يكف رسامو الكاريكاتير أيديهم ويرسموا ما يرضيأصحاب الوقت.وألا يغالوا كثيرا في مقالاتهم و أخبارهم وأن يستجيبوا لما تغدقه وكالات الأنباء بعد طول مشاورة واستئذان وألا يدنون من هول الملفات السرية وأخطارها. حتما سيطول دعاء الناطق الرسمي بواد عرفة بأن يغفر الله للصحفيين والصحفيات المغاربة عن هجومهم الكاسح والضاري لإعلامنا التلفزي خاصة في شهر رمضان ،فهو يؤنس المغاربة حسب ابتهالاته بعد طول عبادة وصيام ويرفع نسبة المشاهدة ويشجع الدراما المغربية لأنها تدخل البسمة على النفوس المكلومة بالأحزان والآهات. لاشك أن هناك بعض الصحفيين العاصين لن يرفعوا أيديهم ولن ينطقوا كلمة أمين يارب العالمين لأنهم يعتبرونثوبة الرجل تنقضي بأيام الحج والعمرة.و يعتبرون هدايته تخرج من حكومة عباس وهي غير جائزة بالمرة لكثرة معاصيها من بطالة وفقر وقمع وانتحار وتشميع مقرات صحف وحبس صحفيين وجررة إلى محاكم المملكة وسجونها. وقسم أخر منالمهرولينسيرفعون أيديهم عاليا مرددين بصوت مجهش بالبكاء: أمين. لماذا يشك البعض في طوية الرجل ونفسه النائية عن الآثام والمعاصي وأذية الصحفيين،فهو بيد الله بعدما ثاب عن مبادئه الشيوعية وما فاه به لسانه وهواه في يوم الإعلام الوطني وغيره وأن ثوبته ناصحة ، ساطعة للعيان،صادقة لاريب فيها، فلما لانصدقه ولو لمرة واحدة وندعو له ،عسى الله أن يهديه طريق السبيل كما لم يهذي الذين سبقوه في حرفة آل الناطق والله مجيب الدعوات ،أمين يا رب العالمين.