تتواصل في هولندا، ردود الفعل الغاضبة، بعد تعهد زعيم حزب الحرية الهولندي، اليميني المتطرف (PVV)، خيرت فيلدرز، أمام أنصاره بالسعي إلى "تقليل عدد المغاربة" في هولندا. وقدم أكثر من 100 شخص حتى الآن شكوى بحق فيلدرز ضمن الدعوة التي رفعها المجلس الاستشاري المغربي ضده، فيما طالبت شريحة واسعة من المجتمع الهولندي، على رأسهم سياسيون، زعيم حزب الحرية الهولندي سحب تصريحاته، بينما كان النائب عن حزب ذاته رولاند فان فليت قد قدّم استقالته كرد فعل على تصريحات فيلدرز. وتواصل نزيف الاستقالات من حزب فيلدرز، بعد أن حذا نائب ثان، هو يورام فان كلافيرين، حذو فان فليت، يوم الجمعة، معلنا استقالته من حزب الحرية، بحسب ما أفاد التلفزيون الهولندي الرسمي على موقعه الالكتروني، ومساء اليوم نفسه لحقت به رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان الاوروبي، وكذلك فعل أربعة من أعضاء مجالس حكم محلية وعضو محلي في الحزب في لاهاي، كما أصدر ثمانية أعضاء في الفرع المحلي للحزب في الميري بيانا أعلنوا فيه انهم "ينأون بانفسهم" عن فيلدرز. من جانب أخر، انتقد رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، تصريحات فيلدرز، مضيفاً أنه من غير الممكن التعاون مع ذلك الحزب - حزب الحرية اليميني المتطرف- طالما استمر بانتهاج تلك السياسة. وسارع ممثلو الأحزاب السياسية في البرلمان الهولندي إلى انتقاد سياسة الحزب اليميني المتطرف بعبارات قاسية، فيما أعلن حزب اليسار الأخضر الهولندي عن عرضه للقضية على جدول أعمال مجلس النواب. بدورها، أعربت بيانات منفصلة صادرة عن المجلس الاستشاري اليهودي، واتحاد الكنائس البروتستانتية في هولندا، عن عدم قبولها تصريحات فيلدرز الداعية للتمييز والتفرقة، كما من المنتظر أن تنتقد بعض الكنائس خلال قداسات يوم غد الأحد تصريحات زعيم الحزب اليميني المتطرف. وكان فيلدرز قد أدلى بتصريحات، طالب فيها بخفض عدد المغاربة المقيمين في هولندا، فيما وجّه قبل ثلاثة أيام سؤالاً لمناصريه، خلال اجتماع يتعلق بنتائج الانتخابات المحلية، فيما إذا كانوا يرغبون بعدد قليل أو كبير من المغاربة في البلاد، فكان الرد "قليل .. قليل". جدير بالذكر، أن فيلدرز أنتج عام 2008 فلم "الفتنة" المسيء للإسلام، الذي أثار ردود فعل كثيرة. كما تعرض لمحاكمة عام 2011 على خلفية تصريحات معادة للإسلام، إلا أنه برء حينها من التهمة الموجهة إليه.