دعا خالد السفياني الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي ، المجتمع المدني إلى التأني في التعامل مع الأنباء التي تحدثت عن اجتماع سري جرى يوم الخميس الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة بين وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ونظيره الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان، خشية أن يكون الخبر بالون اختبار إسرائيلي لا صحة له على أرض الواقع، لكنه أعرب عن إدانته الشديدة لهذا اللقاء في حال تأكدت صحته. "" واستغربالسفياني في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن يعمد مسؤول عربي أو مسلم إلى مصافحة وزير الدفاع الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان تحت أي مبرر، وقال: "أنا من الداعين إلى التروي في التعامل مع الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن اللقاءات التي تتم بين عدد من المسؤولين الإسرائيليين والعرب، ولكن في حال تأكد خبر لقاء الفهري مع ليبرمان فإنه لقاء مدان بشدة، ولا أعتقد أن مواطنا مغربيا أو عربيا أو مسلما يمكنه أن يصافح مجرما من أمثال ليبرمان الوالغة أيديه في دماء الفلسطينيين، والذي يستحق المحاكمة ولو أنني لم أكن أرفض الإعدام من حيث المبدأ لكنت طالبت بإعدامه"، على حد تعبيره. وأشار السفياني إلى أن اللقاء المزعوم بين وزير خارجية المغرب وإسرائيل في حال تأكد فإنه مدان بكل الأساليب من المغاربة، وقال: "نحن في المغرب عبرنا عن رفضنا القاطع لأي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، ولن يقبل أي مغربي أي خطوة من هذا النوع، ولا أعتقد أن لهذه الخطوة التطبيعية مع إسرائيل ما يبررها على الإطلاق، إذ كيف يصدق أحدنا أن النقابات البريطانية تقاطع البضائع الإسرائيلية احتجاجا على عدوان غزة بينما يلتقي مسؤولونا مع الإسرائيليين! فهل البريطانيون أكثر عروبة وإسلاما منا؟". وأكد السفياني أن الرهان على أمريكا لتكون عونا للمغرب في تأكيد مغربية صحرائه، والتقرب من إسرائيل لأجل هذا الهدف، رهان لا جدوى منه، وقال: "الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تكون طرفا مساعدا للمغرب لاستكمال وحدته الترابية، وستظل تتخذ من القضية الصحراوية حصان طروادة للتدخل في شؤون المغرب العربي، ولذلك فالرهان المغربي لا يجب أن يكون على أمريكا ولا على إسرائيل وإنما على الشعب المغربي المعبأ للدفاع عن وحدته"، على حد تعبيره. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت النقاب مساء الخميس الماضي عن أن وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري عقد اجتماعا مع نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، وذلك في أول مؤشرات استعداد الدول العربية الاستجابة لطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الخبر الذي رفض المسؤولون في البعثة المغربية في نيويورك تأكيده أو نفيه، وسألوا بدلا عن ذلك عن مصدره.