في الوقت الذي تشيّد فيه نافورات المياه في المنطقة السياحية في مدينة أگادير بعشرات الملايين من الدراهم، يغرق أغلب الأحياء الشعبية للمدينة في أكوام من الأزبال والنفايات كل صباح بسبب قلّة صناديق القمامة، أو ما يعرف ب"البركاصات". "" في أحياء القدس، الداخلة، المسيرة، السلام، الهدى وغيرها، تنتصب صباح كل يوم تِلال من الأزبال والنفايات المنزلية التي تفيض من صناديق القمامة على أرصفة الشوارع، في مشهد كل من يراه لن يحسب أن أگادير هي المدينة السياحية الثانية في المغرب، خاصة وأن هذه الأزبال تظل في مكانها في بعض الأحيان إلى ما بعد العاشرة صباحا، قبل أن تأتي الشاحنة المكلفة بجمعها، والتي تتضاعف متاعب عمال النظافة الذين يرافقونها عندما يجدون أنفسهم مرغمين على إعادة شحن تلك الأزبال في صناديق القمامة قبل أن يتمّ إفراغها في جوف الشاحنة، دون أن تتوفر لهم تجهيزات العمل التي تضمن لهم السلامة، كالقفّازات والأحذية الخاصة والكمامات... الأزبال التي تفيض من صناديق القمامة تساهم، بالإضافة إلى تشويه المنظر العام للشوارع والأزقة، في تلويث البيئة، حيث تفد عليها أسراب من الذباب وأنواع أخرى من الحشرات، لذلك يتحتّم الإسراع بتوفير ما يكفي من "البركاصات"، كي تظلّ الأزبال والنفايات محفوظة بداخلها، عوض أن تظل معروضة على أرصفة الشوارع. من جهة أخرى، يفتقر عدد من بالوعات قنوات صرف المياه في حي الداخلة إلى "سدّادات"، مما يشكل خطرا على سلامة الراجلين، خصوصا وأن هذه البالوعات تقع على الرصيف ويتجاوز عمق بعضها مترا ونصف المتر، وعدم توفرها على "سدّادات" يجعلها أيضا عاجزة عن تصريف مياه الأمطار بسبب الأزبال التي تخنق مصارف المياه بداخلها. خمْس من هذه البالوعات تقع في محيط "حديقة الداخلة"، التي تحتاج بدورها إلى عملية تشذيب أغصان الأشجار المتدلية على سياجها، والتي تشوّه منظرها الخارجي وتعيق السير على الرصيف بالنسبة للراجلين، خصوصا في الواجهة المطلة على شارع الحسن الأول.