جيل التذاكر الذكية نال المغرب وسط إجماع رياضي دولي؛ شرف استضافة حدثين رياضيين كبيرين، أولهما على المستوى القاري، يتمثل في كأس إفريقيا للأمم CAF 25MOROCCO –CAP OF NATIONS " AFRICAN" والذي ستنطلق فعالياته ابتداء من 21 دجنبر 2025 ويستمر لغاية 18 يناير 2026، وثانيهما على المستوى العالمي والمتمثل في كأس العالم "المونديال" سنة 2030. واستعدادا لهتين التظاهرتين انخرط في أوراش ضخمة، شملت عدة قطاعات حيوية بنيوية؛ كتشييد قرى رياضية، والربط الطرقي والسككي وبناء أو تأهيل ميادين رياضية، فضلا عن إقامة مرافق سياحية وخدماتية بمعايير دولية. التحول الرقمي.. ولعل هذين الحدثين يردان في سياق زمن محموم بالتقنيات التكنولوجية الدقيقة؛ الموسومة بالرقمنة والبرمجة Digital &" "Programming على أكثر من صعيد، فعلى صعيد الرياضة؛ وانسجاما مع حاجيات الجماهير؛ أمكن إيجاد تذاكر وبطائق رقمية تغطي العديد من المصاريف، إلى جانب الولوج إلى الملاعب، كالنقل والاتصال والاقتناء والضيافة. هذه البطائق الرقمية/الذكية؛ وكما أكدته العديد من التجارب الدولية؛ تعفي حاملها من التزود بالأوراق النقدية وتحميه من حالات السطو والسرقة، وتحول دون تدليسها وتزويرها؛ ما دامت خاضعة في استعمالها لقِن خاص (Code) هذا عدى سلاسة الولوج إلى الملاعب، وضبط عدد وهوية الجماهير الرياضية، كما تعتبر من الوجهة الإيكولوجية البحتة؛ صديقة للبيئة، وليست مدعاة للتلوث؛ كما ألفنا مع البطاقات الورقية، سواء من خلال الطبع أو الاستعمال. المحافظ الرقمية يجمع خبراء التكنولوجيا، وبدعم من علم المستقبليات "Futurology"؛ أن الخمس سنوات المقبلة ولغاية 2030، ستشهد نموا مطردا في تكنولوجيا الاتصالات والتبادل والاقتصاد، إلى درجة أن العملة المصرفية؛ من أوراق مالية ونقود؛ ستختفي ويحل محلها جيل جديد من البطائق الذكية، والتي ستكون بمثابة حساب مصرفي؛ قابلة للتعبئة والصرف مباشرة من الأبناك ومراكز الشغل، وستتحول هذه البطاقات إلى محافظ رقمية داخل كل هاتف؛ تمكن صاحبها من الاطلاع على مبادلاته التجارية ومقدار الرصيد المالي الذي يحتفظ به، وكذا اقتطاعاته، جراء عمليات الاقتناء وتلقي العمولات، وتنبيهات باقترابها من الرصيد الصفري. تعتمد كل محفظة رقمية على تقنية "NFC" وهي عبارة عن شريحة صغيرة يتم دمجها في التذكرة الرقمية؛ تختزن معلومات اسم حاملها وتاريخ المباريات/الحدث ورقم المقعد، وغيرها من التفاصيل، وعند مدخل الحدث؛ ملعبا كان أو فندقا؛ يقوم قارئ "NFC" بالاتصال بالبوابة الإلكترونية ثم التحقق من صحة التذكرة وبياناتها، قبل السماح لصاحبها بالولوج، وهي تقنية تعتمد اختصار عملية الدخول والتقليل من الانتظار، وفي آن واحد، مأمونة وتحول دون عمليات التزوير، كما تعمل على التقليل من الحاجة إلى الكوادر البشرية العاملة. وهناك دول عديدة أو بالأحرى أندية رياضية عالمية؛ اعتمدت هذه التقنية المعلوماتية أو التذكرة الذكية في تعاملها مع الجماهير، مثل الدوري الانجليزي الممتاز "Premier league" والدوري الأمريكي لكرة القدم "MLS" والدوري الإيطالي لكرة القدم "Series A".... ملاعب بخدمات ذكية غني عن البيان أن مواصفات ملاعب "مونديال" 2030 ينتظر أن تكون فريدة خاضعة لمعايير تكنولوجية ذكية دقيقة؛ كالإنارة والتهوية وامتصاص الرطوبة، وحركية السقوف، فضلا عن التحكم في درجات الحرارة داخلها وعلى جنباتها، إلى جانب رصد كل محاولات العنف أو القذف.. لوجود كاميرات يقظة في تتبع كل وضعية تصدر عن الجمهور غير مسموح بها، حتى ولو كانت عبارة عن إيقاد فتيل أو شهب. كما سيكون في متناول الجمهور الرياضي؛ خلال الفسحة الفاصلة بين الشوطين؛ إمكانية اقتناء المشتريات، دون الحاجة إلى مغادرة المقعد، بل يكتفي الشخص باستعمال محفظته الرقمية والضغط على منتوج ما (مشروب أو طعام) ليأتيه حينا إلى رقم مقعده. كما تجدر الإشارة إلى أن الخدمات المقدمة للجماهير؛ على هامش "المونديال"؛ ستكون مزودة -وكما جرت العادة في التطبيقات الذكية- بوظيفة الفيد باك أو التغذية الراجعة "Feedback" كبنك معلوماتي ومرجعية في تجويد الخدمات وتحاشي حالات لا يرغب فيها الجمهور.