"لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد السمك"..لعله المثل السائر الذي دار عليه محور الخطاب الهام الذي ألقاه الملك محمد السادس، يوم الإثنين، في حفل افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان، حيث أكد أن "القارة الإفريقية تحتاج إلى مشاريع اقتصادية وبرامج تنموية واجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". وزراء ومسؤولون مغاربة تابعوا الخطاب الملكي أجمعوا على أن هذا الخطاب كان قويا وتاريخيا، ويؤسس لرؤية إستراتيجية جديدة للقارة الإفريقية، في أفق إرساء التعاون جنوب جنوب، بهدف التحرر من أغلال الماضي والنظر إلى ما يجود به المستقبل. مزوار: خطاب تاريخي وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، اليوم بأبيدجان، أن خطاب الملك محمد السادس خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري كان تاريخيا، ويترجم رؤيته في ما يتعلق بتنمية القارة الإفريقية". وقال مزوار، في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء، إن إفريقيا، التي تمثل عمقنا التاريخي، قارة تتوفر على إمكانيات هائلة، ولديها الوسائل المناسبة لجلب الحلول الناجعة لانتظارات الساكنة". وأردف المسؤول الحكومي أنه ""ينبغي للقارة أن تنظر إلى المستقبل، ويجب أن تتحرر من أعباء الماضي، ويجب أن تعتمد على كفاءاتها من أجل بناء وإعادة بناء مستقبلها في هدوء، وكذا الأخذ بعين الاعتبار أهمية الأداء، والمصداقية والفعالية التي تشكل ثلاثيا عميقا وأساسيا من أجل تحول هذه الدينامية المتجددة للشراكة". بوسعيد: التفاؤل والتصميم والتقط خيطَ الحديث وزيرُ الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، الذي أكد بدوره أن خطاب الملك محمد السادس، اليوم، خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، يعد تجسيدا تاما للرؤية الملكية للتعاون جنوب جنوب. وأفاد بوسعيد، في تصريحات للصحافة، أن "هذه الرؤية الملموسة، المنجزة ميدانيا عبر تجارب ناجحة لعدد من الفاعلين الاقتصاديين، تجد صدى إيجابيا لدى الجانب الإيفواري، وأيضا لدى أعضاء الوفد المغربي الحاضر، بحثا عن فرص عمل في هذا البلد الواعد". ولفت بوسعيد إلى أن الملك "شدد كثيرا في خطابه المؤسس على التفاؤل والتصميم الذي يتعين على إفريقيا التحلي بهما"، مبرزا أن "إفريقيا ليست في حاجة إلى مساعدة بل لشراكات اقتصادية قادرة على خلق الثروة والشغل". الكتاني: إستراتيجية جديدة ومن جهته اعتبر الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، محمد الكتاني، أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري، يؤسس لرؤية إستراتيجية جديدة للقارة الإفريقية". وأبرز الكتاني، في تصريحات للصحافة، بأن الخطاب الملكي "يؤسس لرؤية إستراتيجية جديدة من أجل الإقلاع الاقتصادي المنشود، ليس فقط بالنسبة للمغرب وكوت ديفوار، بل القارة الإفريقية برمتها". ووجد المتحدث أن "الملك حدد ملامح إستراتيجية متجددة للعلاقات جنوب جنوب، مشددا على "ضرورة اعتماد إفريقيا على نفسها، وتخليها عن مركب النقص، وتحريك كل طاقاتها الحية". بنشقرون: خطاب تنموي رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، رأت أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، اليوم، يحمل رسالة تحث على التنمية المشتركة وتفعيل الشراكة جنوب جنوب. وبالنسبة لرئيسة "الباطرونا" المغربية، وفق وكالة المغرب العربي، فإن الخطاب الملكي جاء برسالة مفادها أن "إفريقيا ينبغي أن تثق في نفسها"، مشيرة إلى أن الأفارقة هم وحدهم القادرون على "مصاحبة التنمية التي تشهدها قارتهم من خلال الانخراط في مسلسل التنمية والاستثمار المشترك". وتابعت شقرون أن "الخطاب الملكي جاء برؤية إفريقية حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يدعو الفاعلين الخواص إلى الاضطلاع بدور مجدد وخلاق من أجل تكريس هذه الرؤية" وفق تعبيرها. وجدير بالذكر أن المشاركين في المنتدى يبحثون، على مدى يومين، فرص الاستثمار بكوت ديفوار، والإطار المؤسساتي والتنظيمي للشراكات العمومية الخاصة، وانتظارات المستثمرين المغاربة بكوت ديفوار، وفرص الاستثمار في القطاعات الواعدة، من قبيل الفلاحة، الصناعة، المناجم، الطاقة، الهيدرو كاربورات، البنيات التحتية، البناء والأشغال العمومية، النقل، اللوجيستيك، الصحة، السياحة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال..