وسط تنامي التساؤلات حول مصير أزمة كليات الطب والصيدلة، خصوصا بعد إعلان مصادر من اللجنة الوطنية للطلبة وجود "توجه بين أطباء الغد" لمقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المقرر تنظيمها بعد غد الخميس، رفض عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بشكل قاطع الإجابة عن أسئلة صحافي هسبريس بخصوص مستجدات هذا الملف. ميراوي، الذي كان يتحدث للصحافيين على هامش الزيارة الميدانية التي أجراها إلى جامعة ابن طفيل بالقنيطرة للوقوف على عملية انطلاق الدخول الجامعي 2024- 2025 وافتتاح مركز "Code 212 " للتكوين في مجالي البرمجة والترميز بالجامعة ذاتها، قال إن "المناسبة غير موجهة للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بملف كليات الطب والصيدلة"، متعهدا "بإثارة هذا الموضوع مع الصحافيين لاحقا"؛ فيما اعتبر عضو من ديوان الوزير أن "الأسئلة المطروحة يجب أن تنحصر في ملف رقمنة التسجيل بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة وافتتاح المركز المذكور". وأنهت كليات الطب والصيدلة بكل من جامعة محمد الخامس بالرباط والحسن الثاني بالدار البيضاء ومحمد الأول بوجدة، حتى الآن، إلى علم طلبتها أن إجراء اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في موعدها المحدد بتاريخ 05 شتنبر 2024 وفق البرمجة الزمنية السابقة. وأوضحت الكليات سالفة الذكر، في إشعارات متطابقة، أن الطلبة الذين سيجتازون اختبارات دورة 5 شتنبر سيكون لديهم الحق في إجراء دورة استثنائية تهم الفصل الثاني، مؤكدة أن هذه الدورة ستمكن من إلغاء نقطة الصفر التي تقرر منحها للطلبة المتغيبين عن امتحانات الفصل الأول. وسبق أن أكد الوزير عبد اللطيف ميراوي للجنة الحوار لفرق الأغلبية، التي تقود وساطة جديدة في الملف، حرص الوزارة على إتمام الموسم الجامعي الحالي بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان؛ من خلال "التزامها والتزام عمداء الكليات بتمكين الطلبة الذين سيجتازون اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024 من اجتياز دورات أخرى خلال الفصل الثاني"، وفق بلاغ وجهته اللجنة إلى عموم طلبة كليات الطب والصيدلة وآباء وأولياء وأمهات الطلبة "خصوصا الذين استفسروا بشأن المقترحات المتقدمة للوزير لإنهاء الأزمة". وأوردت الكليات المذكورة أن الطلبة الذين كانوا موضوع عقوبات تأديبي وقدموا استعطافا لهم الحق بدورهم في اجتياز الامتحانات، مثلما كان الشأن بالنسبة للامتحانات السابقة. وقال مصدر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، رفض الكشف عن هويته، إن ""السماح للطلبة الموقوفين بإجراء الامتحانات لا يعني بالضرورة إلغاء التوقيفات الصادرة بحقهم، وهم ما زالوا في انتظار صدور قرار إداري واضح في هذا الإطار". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التوقيفات يجب إلغاؤها من الأساس، عوض تكريس التمييز بين طلبة الطب والصيدلة بإفراد فقرة خاصة بالطلبة الموقوفين". وجدد مصدر هسبريس التأكيد على أنه "من خلال الاتصالات المحينة التي تجريها اللجنة مع ممثليها بمختلف كليات الطب والصيدلة، فإنهم ما زالوا مصرين على قرار مقاطعة هذه الامتحانات، الذي كانوا قد أعلنوا عنه منذ شهر يونيو الماضي". وأورد المتحدث ذاته أن "المقترح الوزاري بمنح الطلبة المجتازين لهذه الامتحانات الحق في دورة استثنائية تهم الفصل الثاني يبقى في نظر الطلبة عبثيا"، لافتا إلى أن "الطلبة يدركون أن اختبارات 5 شتنبر استدراكية؛ يعني أنه لن يتم الإعلان عن نقاطها حتى إجراء المداولات آخر السنة الجامعي. ولذلك، سيكونون مطالبين في حال اجتيازهم لهذه الاختبارات بالتحضير للدورة الاستثنائية دون يقينهم من نجاحهم أم لا". وأضاف مصدر هسبريس أن "رغم تشديد الطلبة على ضرورة إجراء امتحانات الفصلين الأول والثاني في دورتين منفصلتين ومحددتي التاريخ، فإن الأولوية بالنسبة إليهم هي حل النقاط العالقة الأخرى التي تدفعهم إلى الاستمرار في مقاطعة الامتحانات"، مذكرا بأن "هذه النقاط تهم ملاءمة الهندسة البيداغوجية لقرار تقليص سنوات التكوين إلى ست سنوات وإعفاء الدفعات الخمس الأولى من السنة الأولى إلى الخامسة من هذا القرار، وإصدار قرارات إدارية واضحة بإلغاء التوقيفات والتراجع عن منح نقطة الصفر"، على أن "يتم تضمين التزامات الوزارة بهذه المطالب في محضر اتفاق". ولم يُخفِ المتحدث ذاته "استعداد اللجنة للتجاوب مع أية مبادرة برلمانية أو حكومية تشرك طلبة الطب والصيدلة في الحوار، خصوصا بعد إقصائهم من طرف الوساطة البرلمانية القائمة حاليا، والتي لم تفضِ إلى أية نتيجة في نظر اللجنة". وسبق أن أكد عضو من لجنة الحوار لفرق الأغلبية لهسبريس أن "مبادرة "الفرصة الأخيرة" التي تقودها اللجنة بين عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبين آباء وأولياء طلبة الطب والصيدلة جاءت استجابة لمبادرة من هؤلاء أنفسهم، ويبقى باب اللجنة مفتوحا أمام تنسيقيات طلبة لطب والصيدلة في حال كانت لديهم أية مقترحات متقدمة لحلحلة هذا الملف".