قدمت دار نشر مغربية، كتاب "ذاكرة يهود المغرب الشرقي" الذي يوثق بالصور والوثائق التاريخية للتراث الثقافي ليهود شرق المغرب. جاء ذلك خلال حفل تقديم الكتاب نظمته دار "مفترق الطرق"، يوم الجمعة، على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء. وقال عبد القادر الرتناني، مدير دار نشر "مفترق الطرق"، إن "الكتاب الذي ساهم في تأليفه عدد من الباحثين في التاريخ، يعتبر ثمرة جهد سنتين في عدد من الدول كفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، ويتحدث عن تراث جماعة تعيش في المغرب منذ 2000 سنة هم اليهود". ويقع الكتاب في 213 صفحة، وهو بحسب مؤلفيه، الأول من نوعه المنشور في المغرب، للبحث في تاريخ وتراث منطقة المغرب الشرقي التي تعادل مساحتها مساحة تونس تقريبا. وأشار الرتناني إلى أنه "يتم العمل حاليًا على إنتاج النسخة الإنجليزية لأن عددًا من الجامعات الأمريكية طلبت نسخًا من الكتاب". ودعا مدير دار نشر "مفترق الطرق"، القراء إلى "اكتشاف خصوصيات "الذاكرة اليهودية في المغرب الشرقي" الذي يتناول بالتحليل المعيشة اليومية لليهود في المغرب الشرقي". من جانبها، قالت المغربية زهور رحيحل، أمينة المتحف اليهودي في المغرب، خلال الحفل إن "المتحف ساهم في توفير الصور والوثائق التاريخية، بالإضافة إلى مساهمات من اليهود المغاربة في العالم". وأضافت أن "البحث حول التراث اليهودي في المغرب أمر صعب؛ نظرًا لقلة الوثائق مما يستلزم الذهاب إلى مكتبات دولية، سواء في أوروبا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية". وسجلت زهور رحيحل أن "هذا الكتاب شكل مناسبة لإعادة جمع مجموعة من الوثائق وشرائها من الخارج وإرجاعها إلى المغرب". ونوَّهت أمينة المتحف اليهودي إلى أن "هناك اهتمامًا في المغرب من جانب المسلمين بالثقافة والإرث اليهودي". ومضت بالقول "عرفت العقود الأولى من القرن العشرين مجموعة من الدراسات والبحوث التي أنجزت حول اليهود المغاربة من جانب اليهود أنفسهم أو باحثين أجانب، أما اليوم فالمغاربة المسلمون هم من يهتم بتراثهم اليهودي، ويحاولون إنجاز مجموعة من الكتابات والتقارير والدراسات من أجل تعريف الأجيال الشابة أن المغاربة ليسوا مسلمين فقط بل هناك يهود أيضًا". وحسب رحيحل، يُقدر عدد اليهود في المغرب بخمسة آلاف فرد. يذكر أن الدستور المغربي لسنة 2011، يشير إلى تعدد مكونات الهوية المغربية، ومنها الثقافة اليهودية.