حققت شركة "ميتا" ارتفاعا كبيرا في أرباحها خلال الربيع بفضل الإعلانات عبر الإنترنيت، مطمئنة بذلك المستثمرين الذين أصبحوا أكثر استعدادا لتقبل النفقات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي في حال صمدت الأنشطة الرئيسية. وارتفع صافي أرباح الشركة الأم ل"فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، بنسبة 73 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 13,5 مليارات دولار في الربع الثاني، من إيرادات بلغت 39 مليارا (زائد 22 في المائة) وأتت أعلى من توقعات "ميتا" والسوق. وارتفع سهم "ميتا" أكثر من 7 في المائة خلال التعاملات الإلكترونية، بعد إغلاق بورصة نيويورك الأربعاء. ويصب السوق اهتمامه راهنا على ما تنفقه المجموعات التكنولوجية الكبيرة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يُنظر إليه غالبا على أنه بالغ الأهمية، وعلى العوائد المحتملة على الاستثمار والسريعة بشكل غير مسبوق. وقالت جاسمين إنبيرغ، من "إي ماركتر"، إن "شركة "ميتا" نالت صبر المستثمرين من خلال الاستثمار في رؤيتها المستقبلية"، مضيفة: "باتوا يتقبلون بسهولة أكبر المبالغ التي تُنفق على بالذكاء الاصطناعي (...) لأن الأنشطة الإعلانية قوية". وعاودت المجموعة، التي فُرضت عليها عقوبات في البورصة خلال الربع الأول بسبب زيادة النفقات، رفع نطاق استثماراتها الرأسمالية التي باتت تتراوح بين 37 و40 مليار دولار لهذا العام. مساعد قائم على الذكاء الاصطناعي ومنذ النجاح الذي حققه برنامج "تشات جي بي تي"، تنشر الشركة التكنولوجية العملاقة نماذج وتطبيقات قادرة على إنتاج محتوى بجودة عالية بناء على طلب بسيط بلغة يومية؛ لكن هذه النماذج تتطلب بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، وكميات كبيرة من الطاقة، ومهندسين مؤهلين وغير ذلك. وكانت "ميتا" كشفت النقاب، في أبريل، عن النسخة الجديدة من "ميتا ايه آي"، مساعدها الذي يجيب عن أسئلة المستخدمين؛ على غرار "تشات جي بي تي". وقد حقق انتشارا على منصات المجموعة بفضل "للاما 3′′، أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي يمكن مقارنته ب"تشات جي بي تي 4" (من "اوبن ايه آي") و"جيميناي" (من "غوغل"). وأكد مارك زاكربرغ، خلال مؤتمر مع المحللين، أن "ميتا ايه آي في طريقه ليصبح مساعد الذكاء الاصطناعي الأكثر استخداما بحلول نهاية العام". وأشار إلى أن كمية الموارد المعلوماتية اللازمة لتدريب "للاما 4" "ستكون، بالتأكيد، أكبر بعشر مرات من تلك المستخدمة في للاما 3". ولفت إلى صعوبة التنبؤ بالاحتياجات الدقيقة على المدى البعيد؛ "لكن بالنظر إلى الأطر الزمنية للتشغيل، من الأفضل المخاطرة بتعزيز القدرات في مرحلة مبكرة وليس بعد فوات الأوان". وتحتل "مايكروسوفت" (المستثمر الأول في "اوبن ايه آي") و"غوغل" الصدارة؛ لكن الشركة الثانية عالميا في مجال الإعلانات الرقمية تريد أن تصبح "أهم شركة للذكاء الاصطناعي في العالم". إعلانات وقالت ديبرا وليامسون، من شركة "سوناتا إنسايتس": "على عكس غوغل التي تواجه تغييرات من شأنها أن تؤثر على أعمالها الأساسية، فإن معظم استثمارات ميتا في الذكاء الاصطناعي تحسن عمل الإعلانات على منصاتها، أو تساهم في إنشاء ميزات جديدة يمكن أن تصبح مصادر دخل". وتعدُ قدرة النماذج على الإجابة على أسئلة المستخدمين أو حتى التحدث معهم، بإحداث ثورة في البحث عبر الإنترنيت. وقد بدأت "ميتا" من جانبها تستفيد من الذكاء الاصطناعي، من خلال خوارزميات توصيات المحتوى وخوارزميات استهداف الإعلانات. وقال زاكربرغ: "أصبحت أنظمتنا تتنبأ بشكل أفضل من المعلنين، أي مستخدمين ستثير الإعلانات اهتمامهم". وذكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتمكن قريبا من إنشاء إعلانات بنفسه وجعلها مخصصة بحسب اهتمام المستخدم، مضيفا: "على المدى البعيد، ستفيدنا الشركات بأهدافها التجارية ونحن نتولى الباقي من أجلها". وفي الربع الثاني، استفادت "ميتا" من مبيعات الإعلانات المدعومة ب"ريلز"، وهي مقاطع فيديو قصيرة مشابهة لتلك التي تُنشر عبر تيك توك. وقال ماكس ويلينز، من "إي ماركتر": "كان هناك توافق بين زيادة الفرص المتاحة للشركات وارتفاع متوسط أسعار الإعلانات". وتابع: "مع هوامش سليمة مماثلة، يفترض أن يشعر مستثمرو ميتا بالارتياح تجاه استثمارات الشركة في خططها المستقبلية". مع العلم أن "رياليتي لابس"، التابعة ل"ميتا" والمسؤولة عن ابتكار الأجهزة والبرمجيات الخاصة بعالم "ميتافيرس" (مزج بين العالمين الحقيقي والافتراضي عبر نظارات وخوذ عالية التقنية)، قد تكبدت خسائر وصلت إلى 4,5 مليارات دولار خلال هذا الربع.