(1) بسم الله الرحمن الرحيم. "" الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: ما فتئت دعوات الأخسرين أعمالا في شأن المرأة تظهر بين الفينة والأخرى، على أمشاج المبتلين بالتغريب، من علمانيين وملحدين ؛ مضيفين إلى فسقهم وفجورهم فجورا آخر بالاستهزاء بأحكام الشريعة والسخرية بالدين وحملته. وما يثار اليوم على ألسنة هؤلاء المستغربين ليس وليد اللحظة بل هي شبهات تثار من زمان مضى، «وقد كفأ الجناة المتكل مملوءا بهذه الرذائل ... بكل قوة وجرأة واندفاع، ومن خبيث مكرهم تحين الإلقاء بها في أحوال العسر والمكره، وزحمة الأحداث». ويتخذون قضية المرأة غالبا شعارا لهم؛ لأن الإسلام هو الذي رفع المرأة إلى الرفعة والسعادة والطمأنينة، خلاف كل المبادئ الوضعية التي أغرقتها في الضياع والرذيلة والعبثية؛ وهؤلاء العلمانيون يصبون في بوتقة الحسية والمادية والشهوانية بكل صورها وأبعادها. وهذه الدعوات التغريبية الوافدة المستوفدة قد تولى كبرها شرذمة ممن يحملون أسماء إسلامية، وإذا نظرت إلى المضمون وجدته معول هدم في الإسلام، لا يحمله إلا مستغرب مسير موجَّه، أشرب قلبه بالهوى والتفرنج. وهذا الفسق والمجون والفجور الذي يعاد تكريره اليوم ليس هجوما على المرأة فحسب؛ بل هو هجوم على قيم الإسلام ومبادئه؛ ذلك أنهم يطعنون ويردون الثابت بالنصوص القطعية من الكتاب والسنة ويشككون فيه ويجادلون؛ مرددين دعوات أساتذتهم الغربيين الذين ملت دعواتهم الكثيرات من عاقلات الغرب ممن ينفضن عن كواهلهن ميراث العلمانية التي أورثتهن الذل والضياع في الدنيا رغم دعاوى التحرر التي يتشدق بها بنو علمان؛ ممن لا هم لهم إلا معاقرة الخنا عن طريق الإيقاع بالمرأة واستدراجها بعيدا عن قلعة العفة؛ لتكون لعبة الرجل المفضلة كما يريدها أصحاب الفجور الذين لا خلاق لهم. ويخالهم الجاهل بحالهم أنهم أوتو نصيبا من العلم والفقه؛ وعند النظر فيما يكتبون ينكشف جهلهم ويتبين أنهم من سوقة الناس ومن المصابين بداء استيراد الأفكار، وترديد كثير من كلام ولى زمانه، وبان عواره؛ ولست أدري كيف يتجرؤون للحديث عن نصوص الوحي وهم لا يميزون فاعل الأشياء من مفعولها؛ فلو نظرت إلى صياغتهم وتراكيبهم الكلامية وجدتها الفاظا لقيطة ركيكة مولدة، وعبارات تقمش من هنا وهناك على جادة العجزة الذين قعدت بهم قدراتهم عن أن يكونوا كتابا، وقد آذوا من له في لسان العرب والذوق البياني أدنى نصيب. وهكذا .. من جهل لسان العرب، وجهل القرآن، وجهل السنة، لا يستحيي فيتحدث عن الكتاب والسنة؛ وكلاهما بلسان عربي مبين. ولا نرى موضعا صحيحا لهؤلاء المتعلمة إلا جعلهم في محاضن التعليم لآداب الإسلام، تحت سياط المعلمين، ومؤدبي الأحداث. ورحم الله أحمد شاكر حين قال:« وليعلم من يريد أن يعلم .. من رجل استولى المبشرون على عقله وقلبه، فلا يرى إلا بأعينهم، ولا يسمع إلا بآذانهم، ولا يهتدي إلا بهديهم، ولا ينظر إلا على ضوء نارهم، يحسبها نورا، ثم هو قد سماه أبواه باسم إسلامي، وقد عد من المسلمين -أو عليهم- في دفاتر المواليد وفي سجلات الإحصاء، فيأبى إلا أن يدافع عن هذا الإسلام الذي ألبسه جنسية ولم يعتقده دينا، فتراه يتأول القرآن ليخضعه لما تعلم من أستاذيه، ولا يرضى من الأحاديث حديثا يخالف آراءهم وقواعدهم، يخشى أن تكون حجتهم على الإسلام قائمة، إذ هو لا يفقه منه شيئا. ...أو من رجل علم في مدارس منسوبة للمسلمين، فعرف من أنواع العلوم كثيرا، ولكنه لم يعرف من دينه إلا نزرا أو قشورا، ثم خدعه مدنية الإفرنج وعلومهم عن نفسه، فظنهم بلغوا في المدنية الكمال والفضل، وفي نظريات العلوم اليقين والبداهة، ثم استخفه الغرور، فزعم لنفسه أنه أعرف بهذا الدين وأعلم من علمائه وحفظته وخلصائه، فذهب يضرب في الدين يمينا وشمالا، يرجو أن ينقذه من جمود رجال الدين!! وأن يصفيه من أوهام رجال الدين!!» . إن هذه المطالب المنحرفة تساق باسم حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وهي مطالب باطلة شرعا وعقلا، لا عهد للمسلمين بها، وهي استجرار لجادة الأخسرين أعمالا، الذين بغوا من قبل في أقطار العالم الإسلامي الأخرى، فسعوا تحت إطارها في فتنة المؤمنات في دينهن، وإشاعة الفاحشة بينهن، إذ نادوا بهذه المطالب المنحرفة عن سبيل المؤمنين. وهكذا يساق الناس إلى الرذائل والتغريب، حتى آلت حال كثير من نساء المؤمنين في العالم الإسلامي إلى حال تنافس الغرب الماجن في التبرج والخلاعة، والتحلل والإباحية، وفتح دور الزنى بأذون رسمية؛ يستبيحون الزنى بالقريبات، والسحاق والشذوذ، وتأجير الأرحام!. والدعوة إلى تعدد الأزواج؛ ولست أدري ما جوابهم حين يُطالبون بأن يشركهم غيرهم في زوجاتهم؟!. وساعد هؤلاء العلمانيين أجندة اخرى تعبد الطريق لمعاول هدمهم؛ بتكثيف الدعاية لهم حتى في إذاعاتنا الوطنية في بلدنا الإسلامي واحسرتاه. فغربوا المجتمع المسلم، وأثخنوه بجراح دامية في العرض والدين، وأشمتوا بأمته العلمانيين والملحدين والزنادقة المفسدين، وخدموهم، واجتمعوا على هذه البهيمية الساقطة، حتى لا يكاد المسلم أن يفرق في ذلك بين البلدان الإسلامية والبلدان الغربية . والعلمانيون ليسوا أحرص على المرأة من خالقها سبحانه عز وجل؛ بل وهمهم ليس المرأة ولا حقها؛ إنما همهم أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم؛ سواء اعترف بذلك بنو علمان أم لم يعترفوا؛ ممن يبسطون ألسنتهم فى الإسلام وفى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ينقلون عن أساتذتهم المغربين خصامهم وفسقهم وفجورهم، وظنوا أنهم قد أتوا بما لم تأت به الأوائل! ولو تدبروا ما يقوله أساتذتهم من أباطيل؛ لأدركوا مبعثه وسره.. ولكنها شهوة التقليد، مضافا إليها إمعية الشخصية، والهزيمة النفسية، والأمية بدين الله؛ وفقدان الموقف الذاتى وأصالة التفكير0 وهذا الفكر العلماني الذي يدبر بليل ونهار، ليس للإيقاع بالمرأة فحسب ، ولكن لتقويض الكيان الإسلامي من أساساته ، ولن يتم ذلك لدعاة الهدم والتخريب بإذن الله ثم بيقظة المخلصين ... والطريق طويل ...وباق بقاء الصراع بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة، وسأتناول بحول الله دحض شبهاتهم مقالا تلو مقال ... والله الموفق للصواب. وهاته بعض شبهات العلمانيين التي سأتناولها-لاحقا في مقالات خاصة-: 1- لما ذا لا تقرأ الحائض القرآن؟. 2- لما ذا الجنة تحت أقدام الأمهات؟. 3- لما ذا لا يجوز للمرأة أن تنكح العبد؟. 4- ولما ذا شرع التعدد في الإسلام؟. 5- .ولما ذا أبيح التعدد للرجال دون النساء؟. 6- وحكم الزواج بالصغيرة؟. 7- ولما ذا الطلاق بيد الرجل؟. 8- ولما ذا شهادة المرأة تساوي نصف شهادة الرجل؟. 9- وهل نصيب المرأة اقل من نصيب الرجل في الإرث؟. 10- ولما ذا تغطي المرأة رأسها وصدرها ولا يغطي الرجل رأسه وصدره؟. 11- ما هي شروط ضرب الزوجة في الإسلام؟. 12- لما ذا لا يجوز للمرأة أن تسافر بلا محرم؟. 13- مكانة المرأة في السنة النبوية؟. هاته بعض شبه العلمانيين .. وسأتناول هاته الشبهات واحدة واحدة بحول الله. [email protected]