تركز اهتمام الصحف الجزائرية الصادرة، اليوم الخميس، حول " خرجة " الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، التي دعا من خلالها أولئك الذين يتحاملون على المؤسسة العسكرية إلى العودة إلى جادة الصواب، والتي أدان فيها أيضا تهجم الأمين العام لجبهة التحرير الوطنية على قطاع المخابرات والأمن ، فيما انصب اهتمام الصحف الموريتانية على الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة. وهكذا اعتبرت صحيفة " لوسوار دالجيري " أن رسالة الرئيس بوتفليقة الموجهة إلى الجيش عقب حادث تحطم طائرة عسكرية حملت في طياتها شجبا بعد تقييم الانزلاقات الخطيرة التي تضمنتها تصريحات عمار السعداني الذي أبان من خلال " خرجاته الصاخبة " عن دور الوسيط الذي كان يقوم به لخدمة جماعة الرئيس ذاته. وبدت صحيفة "ليبرتي" صارمة اتجاه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بتأكيدها أن الاتجاه السليم بالنسبة إليه وإلى الجمهورية هو إحالته على قاضي التحقيق. وقالت إن هذه الاتهامات خطيرة جدا ولا يمكن أن تظل بدون جواب قضائي، مضيفة أن " الجزائريين ضحايا الرشوة وإفلات المرتشين من العقاب لا يمكنهم القبول بأن تلزم عدالة بلدنا الصمت أمام محاولة تدمير الأمة ". وترى " الوطن " أن رسالة الرئيس بوتفليقة تحمل في طياتها أكثر من علامة استفهام وأنها لا تقدم أي توضيحات ، مشيرة إلى أن بعض المحللين استشفوا أن الأمر يتعلق ب " مناورة أخرى وليدة صراع لا يمكن التحكم في تبعاته ". أما صحيفة " لكسبريسيون " فترى في " خرجة " الرئيس بوتفليقة أنها تحذير بشأن الأزمة السياسية التي تهز مؤسسات البلاد أكثر منها دعوة إلى العودة إلى جادة الصواب. وقالت الصحيفة إن الرسالة تندرج في إطار " محاولة لوضع حد لمهزلة الزج بالبلاد في نزاع داخلي، وذلك من خلال توجيه تحذيرات غير مكشوفة للطبقة السياسية من كل انزلاقات ". وفي موريتانيا شكل الإعلان عن التشكيلة الجديدة للحكومة الموريتانية الموضوع الرئيسي الذي تناولته الصحف حيث كتبت صحيفة "الفجر" تحت عنوان " الحكومة التي خالفت كل التوقعات " أن ثلاثة أحزاب فقط ،هي الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) والاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم والكرامة ،مثلت في الحكومة الجديدة التي أعلن عنها أمس الأربعاء. وقالت للصحيفة إن الحكومة الجديدة لم تكن واسعة التمثيل كما تعهد بذلك الوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف حيث ضمت 15 وزيرا في الحكومة المستقيلة، في حين تمت "زركشتها" ب 11 وزيرا جديدا منهم ست وزيرات. أما صحيفة " السراج " فترى أن الميزات لا تبدو كثيرة في الحكومة الرابعة لمولاي ولد محمد الأغظف، التي يبدو التنافس فيها محسوما لفائدة السيدات حيث ضمت أوسع تمثيل في تاريخ الحكومات الموريتانية. ومن جهتها، كتبت صحيفة " لوتانتيك " أن ولادة الحكومة الرابعة لمولاي ولد محمد الأغظف كانت عسيرة وتمت بعملية قيصيرية بعد طول انتظار ". وقالت الصحيفة إن العديد من المحللين يعتبرون أن الحكومة الرابعة لمولاي ولد محمد الأغظف لم تأت بجديد، خلافا لما كان ينتظره الرأي العام، باستثناء دخول ست نساء التشكيلة الحكومية الجديدة. وعلقت صحيفة " لوكوتيديان دو نواكشوط " على التركيبة الحكومية الجديدة بقولها " بعد أزيد من أسبوعين من الترقب أعلن أمس الأربعاء عن الحكومة الثانية لمولاي ولد محمد الأغظف خلال الولاية الأولى للرئيس محمد ولد عبد العزيز . وكما كان منتظرا فإن الرئيس ولد عبد العزيز بدد كل التكهنات بتعيين حكومة لا تتضمن أي تغييرات ملموسة ".