تفاعل نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، داخل أرض الوطن وخارجها، مع واقعة الاحتجاز الذي تعرض له فريق نهضة بركان لكرة القدم بمطار هواري بومدين في الجزائر، أمس الجمعة، بسبب خريطة المغرب، بإطلاق حملة بنشر خريطة المملكة كاملة من طنجة إلى الكويرة، على حساباتهم الشخصية مرفوقة بعبارات منددة باستمرار الاستفزازات والسياسات الجزائرية التي تستهدف الوحدة الترابية. استفزازات وممارسات لم تعد حبيسة ملاعب السياسة والدبلوماسية؛ بل نقلها النظام الجزائري منذ مدة إلى ملاعب الرياضة التي صارت هي الأخرى فضاء لتصريف عقدة المغرب التي أصابت العقل السياسي الجزائري بالجنون الذي انفجر في شكل ممارسات "صبيانية" لم يشهد لها التاريخ السياسي الحديث مثيلا، وتكشف حسب متتبعين عن حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي لحكام هذا البلد وعن تورطه المباشر في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء وزيف شعاراته بخصوص التقارب مع الرباط. عقدة جزائرية علي بيدا، رئيس الفرع الجهوي للمركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بجهة العيون الساقية الحمراء، قال: "لم يعد يخفى على أحد أن النظام الجزائري يعيش حالة من التناقض والارتباك بسبب عقدة حقيقية اسمها المغرب، تدفعه إلى التصرف بشكل جنوني في تصريف عدائه التاريخي للمملكة المغربية ورموز وحدتها الترابية"، موضحا أن "الجزائر بهكذا تصرفات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها الطرف الرئيسي في مسألة قضية الصحراء المفتعلة، رغم ادعائها الدائم عكس ذلك". وأضاف بيدا، في تصريح لهسبريس، أن "تصرفات الجزائر العدائية تجاه الأندية والمنتخبات الوطنية خير دليل على ذلك؛ بدءا بغلق المجال الجوي في وجه الطائرات المغربية، وصولا إلى حادث فريق نهضة بركان الذي يعد تصرفا جبانا وغير أخلاقيا ومخالفا لكل المواثيق والقوانين الرياضية الكونية ولكل المبادئ التي تدافع عنها الجزائر نفسها". وأشار رئيس الفرع الجهوي للمركز الدولي للدفاع عن الحكم الذاتي بجهة العيون الساقية الحمراء إلى "تسييس الجزائر للرياضة واستغلالها في حربها ضد المغرب، وهذا دليل على حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي التي بلغها النظام في الجزائر على المستويين الداخلي أو الخارجي، نتيجة الهزائم السياسية والعسكرية التي مني بها في ملف الصحراء؛ وبالتالي فإن مثل هذه الخطوات هي مجرد مناورات يائسة وهروب إلى الأمام ورفض تقبل الواقع الجديد الذي أرساه المغرب، ولو عبر استغلال المناسبات الرياضية لتغطية خيباته المحلية". وخلص المتحدث ذاته أن "حادثة مطار بومدين وما سبقها من الحوادث تبرز بوضوح حجم الهوس الذي أصاب النظام الجزائري تجاه دولة اسمها المغرب الذي أضحى عقدة العقل السياسي في الجزائر، في وقت تسير فيه الرباط بخطى ثابتة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في حسم هذا النزاع الذي عمّر طويلا مدعومة بمواقف دول وازنة تراهن هي الأخرى على تصفية هذا الصراع بناء على مقاربة الحكم الذاتي الواقعية". أحقاد دفينة قال مصطفى العياش، رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المغاربة، باختلاف انتماءاتهم السياسية، يتشبثون بالوطن ويرفضون رفضا باتا المساس برموز وحدته الترابية، خاصة من طرف النظام الجزائري الذي أبان عن حقد دفين يكنه للمغرب ولكل ما هو مغربي". وأوضح المتحدث ذاته أن "حادثة مطار هواري بومدين ومصادرة أقمصة الفريق البركاني بسبب خريطة المملكة تكشف عن الهوس الجزائري غير المفهوم بالمغرب، كما تكشف عن زيف الشعارات التي يرفعها هذا النظام الذي ادعى وزير خارجيته قبل أشهر أن بلاده تميل إلى إيجاد حل للأزمة مع الرباط، وعدم جدية الجزائر في هذا الإطار وارتهانها لحسابات سياسية ضيقة ومتجاوزة أمام حجم الرهانات التي تعرفها المنطقة وانتظارات شعوبها". وأشار رئيس المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية إلى أن "الاستفزازات الجزائرية، التي اتخذت في الآونة الأخيرة مسارات خطيرة، تجد لها تفسيرا في التراكمات التي حققتها الدبلوماسية المغربية علاقة بقضية النزاع المفتعل حول الصحراء التي أثمرت تغييرات جذرية في مواقف مجموعة من القوى الدولية والإقليمية حول هذا الملف. كما تجد لها تفسيرا في تطوير آليات الترافع المدني عن القضية الوطنية من أجل التصدي لكل الأطروحات المعادية". في الصدد ذاته، أورد المتحدث ذاته أن "الجبهة الداخلية المغربية هي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تكتيف تحركاتها وجهودها من أجل محاصرة هذه السياسات والاستفزازات الجزائرية الآخذة في التطور"، مسجلا أن "هذا الأمر يستدعي تعزيز القدرات الترافعية للمجتمع المدني المغربي والمؤسسات الأكاديمية في هذا الإطار، عبر استثمار الوسائل التقنية الحديثة لإبراز المنجزات المغربية ومواجهة الدعاية الانفصالية المعادية".