لا أظن أن وزيرا في أي حكومة في العالم الديمقراطي سيقبل عن نفسه البقاء في منصب لا يستحقه , وخاصة عندما ينزل الشارع للمطالبة بالاستقالة . لكن المؤسف له أن الوزير الأول المغربي قبل على نفسه سلطة الوزير الأول ( رغما عنكم يا مغاربة ) لأنه يعرف جيدا بأنه لا توجد محاسبة ولا عقاب واختياره لمواصلة المسؤولية دون حمرة الخجل أمر جاري به العمل كما عودنا عليه التناوب السياسي (...) وهذه ولاية لابد من الاستمرار في نهجها وخطتها حتى النهاية مع اكتمال النصاب وساعتها سيخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة ناقلا البيان الختامي في شكل حصيلة نعرفها من الآن . "" السيد الوزير الأول , أقسم بالله أني لا أعرف على أنك مناضل ولا أعرف مع أي فصيل كنت تناضل وما هو نوع النضال الذي قدمته للشعب المغربي الذي فعلا قدم الغالي والنفيس من اجل نضال مشروع في مقاومة الاستعمار وعودة الأسرة الملكية من المنفى ولقي نفسه مهمشا يعاني مرارة الفقر والإضطهاد والقمع والسياسة العرجاء و التنكيل . السيد الوزير الأول , لست الأول ولا الأخير الذي دبر أمر البلاد والعباد من خلال مسؤولية الإدارة لكن ولايتكم هذه كانت أضعف ولاية في عهد حكومات وزراء أحزاب الأغلبية واعتقدتم بأنكم تحسنون صنعا لأن شعار " المغرب لنا " لا يزال يخيم على ذاكرة التاريخ المجهول والمنسي فالمغرب لنا جميعا من طنجة إلى الكويرة ومن المحيط إلى الحدود الجزائرية وليس الأمر يتجسد في منطقة بذاتها (...) فصناعة الإقليمية هي السياسة التي فرخت الانفصال حتى جهراليوم ابناء الشمال وغدا لا نعرف ماذا سيكون وبماذا سيطالبون ؟ . السيد الوزير الأول , حياتنا ضنكا ( مزيان ) ولا شيء نملكه يجعلنا نخاف عليه , فليست لدينا مصانع ولا معامل ولا حسابات بنكية ولا حقائب تسفر إلى بنوك سويسرا ولا فيرمات ولا كريمات ولا نسبة مائوية في مشاريع كبرى لكن ما نملكه الكرامة والعفاف وإيماننا بالله عز وجل . فماذا صنعت في قضية النجاة التي كنت ساعتها وزيرا للتشغيل , فاليوم ما شاء الله أنت الآمر والناهي فأنت رئيس الفريق الوزاري فعلى الأقل الإعتذار لضحايا النجاة وإعادة ما ضاع من أموالهم ( بدون أنتريس ) والمسامح كريم . ماذا قدمتم لحملة الشواهد العليا والمعطلين فأعمارهم قربت نحو سن التقاعد بسبب التسويف والوعود والإجتماعات واللقاءات , أليس أمامكم غير إعطاء الأوامر لتدخل أجهزة الأمن لتدس باقدامها العزل والمطالبين بالحق فأي مواطنة تتحدثون عنها في حصيلة الحكومة وفي المهرجانات الحزبية وأمام الضيوف الأجانب فبصمات الضرب والجرح والركل شاهدة إلى يوم البعث وأمام العدالة الربانية سيأخذ كل ذي حق حقه . السيد الوزير الأول , جميل ان تشارك المرأة في تدبير الشأن العام مادام الرجال قد عجزوا على تطبيق القوامة وبدا فشل الرجال في السياسة وداخل البرلمان والجماعات المحلية والحكومات فماذا صنعتم لحماية المرأة من الإنزلاق في هاوية الدعارة والقوادة والشرمطة ؟ وماهي السياسة الجديدة التي اعتمدتموها لمحاكمة الخليجيين بدلا من الإفراج عنهم ومحاكمة المغربيات ؟ وما هي التدابير التي اتخذتموها تجاه الإعلام التلفزي من خلال برامج التفسخ والإنحلال الخلقي الذي بدا واضحا للصغير والكبير في دولة الإسلام والمسلمين أهذا هو الإنفتاح والتفتح على أساس ما يخالف الخاصيات الإجتماعية والثقافية والدينية للمغرب معدنا ما نديرو به (...) السيد الوزير الاول , الشعب المغربي ليس في حاجة إلى حزب يتغنى ببطولة النضال ويغتني من ورائه المكتب السياسي . فدعم الأحزاب ماليا لنشاطها ورقة رابحة لضمان حياة الإغتناء والمناصب والنفوذ والسلطة فحين يبقى المواطن منخرطا في هيئة سياسية لاستخدامه ساعة الإقتراع أو للتصفيق كما هو الحال لدعم صحافة الأحزاب التي تستفيذ منه المنشأة الحزبية قبل الإعلامية للحد من حريتة الصحفيين وتقزيم رأيهم وتقييدهم بالراتب الشهري الهزيل حتى لا يكتب إلا ما يرضى عنه الحزب السياسي أما الصحفي فهو لا برى ولا يسمع ولا يتكلم بل يكتب تحت الإملاء فماذا قمت به ياوزيرنا الأول لإخراج قانون الصحافة إلى الوجود . السيد الوزير الأول , سياسة الإرتجال هجرت المواطنين وأرغمتهم على ركوب الصعاب , فاختاروا قوارب الموت بدلا من انتظار الموعود الذي لن يأتي فماذا أنجزتم لهم من مشاريع غير مهرجانات الرقص والغناء التي تحرق فيها أموال طائلة ويغتني من ورائها منظمون (...) وكيفما كان الحال فالمهاجر يبحث عن الإستقرار بدلا من الضياع ولعبة االمش والفار . السيد الوزير الأول , أذكرك بكلمة سامية للملك محمد السادس التي قال فيها " ندعو الهيئات السياسية لاحترام الناخب ومخاطبته بلغة الوضوح والحقيقة وأن تختار من هم أجدر بتحمل أمانة الإنتداب النيابي " فالكلمة واضحة وصريحة ولم تكن صيحة في فراغ بل تؤكد ما يلاحظه المواطن وتؤكد أسباب العزوف التام للشباب المغربي فهل فعلا قامت الأحزاب السياسية بتصحيح أخطائها واستخدمت الوضوح والحقيقة في برامجها وفي مخاطبتها للأمة وهل فعلا اختارت من يستحق ويتحمل امانة الانتداب ؟ لا طبعا فالوجوه هي نفسها التي تترشح والتزكيات توزع بنفس النهج المعتمد فياترى هل تستحق أحزابنا التصويت وهي لحمة واحدة تكرس نفس السياسة في تقديمها الشعب المغربي أكلة جاهزة . السيد الوزير الأول , كثر الكلام المباح ولم يبق لي ما أقوله لأن الباقي تعرفه لكن أمام الوضع الجديد ألتمس إضافة لإسمي ربما يشد معايا الزهر فهل توافقون على حسن أبوعقيل الفاسي الفهري . [email protected]