شهدت قاعة سينما "الريف" بطنجة، مساء الاثنين الماضي، عرض شريط "تاونزا"، لمخرجته الشابة، مليكة المانوك، وهو ثاني الأفلام الأمازيغية المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالدورة ال15 للمهرجان الوطني للفيلم (7-15 فبراير). والفيلم، الذي يمتد ل90 دقيقة، مستوحى، حسب مخرجته، من قصة واقعية بقرية بمنطقة سوس، حيث تفرض التقاليد والأعراف المحلية واقعا "غير قابل للنقاش" من لدن الأبناء، والذين سينتهي بهم المطاف لرفض هذا الواقع والتمرد عليه. يحكي الفيلم، وهو أول تجربة سينمائية للمانوك، قصة زواج "إجباري" لصديقين هما إبراهيم، العائد إلى القرية، والحسين الملازم لها، كل بشقيقة الآخر. يفشل الزواج بسبب الأعراف ويتشتت شمل الأسرتين لسنوات، إلى أن قادت الصدفة ابن إبراهيم (طالب بفرنسا) إلى ارتباط "افتراضي" ببنت الحسين التي بقيت قريبة من المنطقة وتشابكت الخيوط إلى أن قدم لخطبتها، لقيا الرفض لكنهما فرضا اختبارهما ليكونا سببا في عودة أمور الأسرتين إلى نصابها.. وكأن الزمن يعيد نفسه لإصلاح ما أفسده في الماضي. وقالت المخرجة المانوك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن علاقتها بالسينما بدأت بكتابة السيناريو، لكنها قررت الانتقال منها إلى مغامرة الإخراج "رغم ما لازم هذه التجربة من خوف وارتباك". وبخصوص "تاونزا"، أوضحت مخرجة الفيلم، التي تتوفر على دبلوم وتجربة في مجال السمعي البصري وسبق أن اشتغلت في الصحافة الأمازيغية، أنها عبارة أمازيغية تحتمل ثلاث دلالات رمزية، وهي شرف المرأة، وناصية شعرها، وفي الوقت ذاته، تاج من صنع محلي تضعه فتيات المنطقة على رؤوسهن. وأضافت أن توظيف العبارة في الفيلم يرمز إلى ممانعة فتيات المنطقة وتمسكهن بأصالتهن رغم رفضهن لظلم الأعراف الخاطئة وما تسببه من أمية وفقر وعزلة. يشار إلى أن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالدورة الحالية لمهرجان طنجة تعرف مشاركة 22 فيلما، بينها ثلاثة أفلام أمازيغية وهي، إلى جانب "تاونزا"، "حب الرمان" لعبد الله فركوس، و"أراي الظلمة" لأحمد بايدو.