لم يكن ظهور سعيد الناصري خلال احتفال القناة الثانية ببلوغها سن اليأس عاديا ولابريئا وهو يقفز وينط بمنتهى الوقاحة والبسالة محاولا استدرار إعجاب الجمهور والمسئولين في دار عين السبع ، وهو الذي أحرجها في قعرها ،زيادة على تفاهة وسطحية ما ينشر عليها من أعماله الكوميرية ، ومارافق ذلك من إنزال وإعادات لمعظم أعماله في القنافتين معا. "" والناصري هو نافخ العوازل الطبية المفضل للقناة كلما أحست بعجز في الأداء الطبيعي لأعضائها الحساسة ،لتقذفه بالقذف السريع في وجه المشاهدين كل شهر كريم ، محققة نشوتها المفتقدة أثناء الذروة ، التي حين تربطها بالناصري وزمرته تتحول إلى سادية تعذب به المغاربة. طرق الناصري في الحصول على عرض أعماله في أوقات ذروة رغم هزالتها ملتوية ولا تمر مما يمر منه أغلب الخلق، فحسب المعلومات التي أتوصل بها،فإنه في سلسلته الأولى أهدى سيارة فاخرة لإحدى المقربات من المدير السابق،وفي سلسلته الثانية أهداه حصانا،ومن يدري كيف حصل على عرض سلسلته مرة أخرى. هذا العمل التي يفتخر بتوقيت عرضه في وقت الذروة ،رغم أن هذا الأمر لايحسم فيه إلا مع اقتراب رمضان،أما كيف يحصل الناصري على عرض عمله،وفي وقت مهم ويضمن كل ذلك مع أن لا أحد يضمن كيف سيكون مستواه ،والتجارب القديمة والأيام القادمة ستثبت ذلك،لأن فاقد الشيء لايعطيه ولكنه يتعاطاه ،،إلا إذا كان هذا الشيء عجلا فحلا سمينا يضاف إلى حديقة الحيوانات التي يهديها لتحقيق أهدافه. والمتتبع لأعمال الناصري لايحتج إلى عقل ليميز مستواها وتفاهتها وسطحيتها ،بقدر ما يحتاج إلى مضادات حيوية تقيه هذه الانفلونزا الناصرية، والمتعمق أكثر سيلاحظ النبرة الاستهزائية والاحتقارية التي ينهجها في انتقاد الطبقة الفقيرة أو مايسميها هو الطبقة المكردحة، والتي حرمته منها وزارة التخطيط حين صنفتها بالطبقة المتواضعة لأنها تعلم أن من واضع لله رفعه، وهمه الأكبر التملق والتقرب إلى الطبقات الثرية و المسؤولين ،وهو أمر على المغاربة التنبه له بدقة وعدم الانخداع بزرع السم في الدسم،وهو بنفسه اعترف لجريدة الصباح مامعناه : براكة مانتفلاو على المشاهدين المغاربة،وهذه التفلية ماكانت لتكون لولا التواطؤ و الضوء الأخضر الذي يعطى له ولأمثاله من المتسلطين على الكوميديا والسخرية ظلما وعدوانا. جريدة الصباح نفسها أعادت نشر خبر يخص عبقري أخر من عباقرة الدراما التلفزية ،شفيق السحيمي، صاحب الحوار المتشنج،والخطاب الخشبي المباشر المتجاوز في عالم الدراما ، والشخصيات الغاضبة المتأهبة للانقضاض،والمشحونة بخلفيات لها علاقة بالشخصية الحقيقية ،(كالكثير من الممثلين المغاربة،ممن يجدون في التمثيل فرضا لتحقيق ما عجزوا عنه في الواقع )، تنفر منها النفوس ،من سوء حظنا أنه يفرزها في وجوههنا كل مرة. المقال لكم يكن إخباريا بقدر ماكان رسالة وابتزازا لمن يهمه الأمر في القناة الثانية ،والدليل أنه أعيد نشره مرة ثانية ،بسطه على الملأ كمشروع كامل ومتكامل مقتبس من رواية البؤساء اللذين هم ،ليعرضه على الأشقياء اللذين هم نحن . جواب القناة لم يتأخر فقد أعادت بث مسرحية للمعني من أرشيفها عنوانها المنزه لم تكن مسرحية بقدر ماكانت قصارة، أي أن شفيق السحيمي المغرم بهذا النمط قصر على حساب دوزيم . و المثير للغضب أن القنفاتين ليلة السبت تمادتا في نشاطهما وكأن شيئا لم يحصل ولم يسقط قتلى ومصابين ضحايا مهرجان موازين وتوابيت، مهرجان مغرب الثقافات والجنازات ،الذي انتقلت ميزانيته من ثلاثة ملايير إلى ثلاثة ملايير و اثني عشرة قتلى وأربعين مصابا،ففيما كانت المغربية تغني في الأولى شو،و القنافة الأولى تضحك وتقهقه،في كوميديا شو،كانت الكوميديا في حي البريهي ،والشو في حي النهضة ، كانت الثانية تغني وترقص، بمقدمين ثقال الدم والحضور. ولما لا مادام وراء كل ذلك الشاب فيصل لعريشو. ولما أليس الضحايا مجرد مغاربة ؟ ،أعداد تزيد وتنقص،كما تغني وترقص ، خرجوا من عند الستاتي عزيز إلى القهار العزيز ، عبد العزيز الستاتي تضاعف رصيده من الستاتي إلى الطناشي، وليست هذه أول مرة تتعامل بها الشريكة الوطنية مع المآسي والفواجع، فهي لديها مفهموها الخاص في التعامل معها ،وهو إطفاء النار بالبنزين.أو كما فعلت تلك الشيخة التي فضلت حضور عرس على حضور جنازة أبيها.لأنها فعلا قطب مقطب لجبينه في وجه المغاربة ،هو أشبه بالدب القطبي ،ينام سباته الشتوي ،ليستعيد ذاكرته المفقودة ،ولعل مسلسل الإعادات المهيمن على برامج الأولى يدل أن حمار الشيخة وقف في العقبة ليتجشأ، بعدما حولوا المغرب إلى استديو كبير لاينتج إلا المغنيين ،بل حتى اليهود المغاربة المتواجدين في اسرائيل وأمريكا وأوربا يشغلون مناصب مهمة ،أما في المغرب لانسمع منهم إلا المغنيين. لكن كيف ستتعامل القنافتين مع الضربة المقبلة حين ستجد أعمالا درامية مغربية على قنوات عربية تعرضها للمغاربة . نلتقي بعد الفاصل،عفوا نلتقي بعد فيصل. [email protected]