لم يُخف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، صدمته من تساؤل رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، عن إثارته موضوع التعليم في جلسة للمساءلة الشهرية. وبعدما رحّب رئيس الحكومة بما وصفه ب"الانتقاد البنّاء من فرق المعارضة"، رد بقوة في معرض تعقيبه: "...صُدمت لما سمعت اتحاديا يقول: 'علاش كتكلم على التعليم'"، قبل أن يتابع موجها كلامه للبرلماني الاتحادي: "...الاتحاديين غادي يْتقلقو إيلا سمعوك كتقول هاد الكلام". وفي سياق متصل، لفت أخنوش إلى أن "التجاوب التلقائي والإيجابي للحكومة مع الملفات المطلبية للهيئات والفئات داخل المنظومة التربوية يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه المكاسب غير المسبوقة التي تجاوبت بها الحكومة مع مختلف أطر التربية والتكوين تعكس وفاءنا بتعهداتنا والتزاماتنا المتضمنة في البرنامج الحكومي". ولم يفت رئيس الحكومة، في معرض حديثه، أن يردّ على مسألة أثارها نواب من المعارضة حول إلحاق قطاع الرياضة بوزارة التعليم، قائلا إن الإنجازات التي حققها المنتخب الوطني في مونديال 2022 لم تجعل مثل هذه الانتقادات تظهر، قبل أن يقول في نبرة صارمة: "نحن نساعد المنتخب الوطني في كل الظروف وسنسانده دائما، ونؤمن بأن المدارس المغربية التي تعج بفئات الشباب تشكل خزانات مهمة لاكتشاف مواهب رياضية وطنية للمستقبل". ونفى رئيس الحكومة ما وصفها ب"المغالطات التي حملتها عدد من مداخلات النواب"، مؤكدا أن "الحكومة تشتغل بشكل عادي ومؤسساتي مع المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وعرضت عليه مجموعة من مشاريع القوانين التي أعدتها وطلبت رأيه فيها". أخنوش يكشف "تناقض البيجيدي" استغرب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في إطار تعقيبه على تفاعل نواب حزب "العدالة والتنمية" في جلسة للمساءلة الشهرية بمجلس النواب، مساء اليوم الإثنين، خصصت لمناقشة موضوع "المنظومة التعليمية"، انتقاد مجموعة من أعضاء المجموعة النيابية ل"البيجيدي" تطبيق الحكومة قرار الاقتطاع من أجور الأساتذة المضربين. وخاطب أخنوش المجموعة المنتمية للمعارضة قائلا: "شكون جابْ الأجر مقابل العمل؟ نتوما جبتوه ودبا كتقولو لينا علاش كطّبْقوه؟ ياك نتوما؟ وهذا مبدأ ديالكم.. !". كما لم يخف المسؤول الحكومي استغرابه مطالبة نواب العدالة والتنمية الحكومة الحالية بتحمل مسؤوليتها إزاء ما وقع في قطاع التعليم، موردا: "...كتقولو خودوا مسؤوليتهم، نتوما خديتو مسؤوليتكم؟ كون كنتو كتحضرو لاجتماعاتنا مع النقابات كون سمعتُو شنو كيقولو عليكم"، مضيفا أنه "خلال السنوات العشر الماضية لا أحد كان يجلس مع النقابات إلى طاولة الحوار". "اعتمدنا الحوار" شدد عزيز أخنوش، ضمن التعقيب ذاته، على أن الحكومة التي يترأسها اعتمدت مقاربة الحوار مع النقابات لإيجاد صيغة توافقية في حل مشاكل قطاع التعليم، لافتا إلى أن "الحكومة لم تعتمد مقاربة العنف ضد احتجاجات الأساتذة". وبلهجة حادة قال رئيس الحكومة بهذا الخصوص: "...ما تعطيوْناش دروس، حنا ماضربنا حتى واحد فالزنقة.. الأساتذة كانو كيديرو مظاهرات والغد ليه كانو كيجيوْ يجلسو معايا فالاجتماعات، وهادشي ماشفناهش فالحكومات السابقة اللي كان بعض المرات كتكون العصا". تحسين الوضعية المادية والاعتبارية لرجال ونساء التعليم حضر بقوة ضمن تعقيب أخنوش، "لأن الحكومة تعتبرهم شركاء في تنزيل الإصلاح، وتحدوها رغبة كبيرة في المضي قدما في إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية المغربية"، وفق تعبيره. وأبرز المسؤول ذاته في معرض كلمته المكتسبات التي جاء بها النظام الأساسي الجديد الخاص بأطر التعليم، موردا أن هذا المسار أعاد الاعتبار للأستاذ، وحسن من وضعيته المادية والاعتبارية، وعالج العديد من الملفات الفئوية العالقة في القطاع لأزيد من عقدين من الزمن. وعلى ضوء المكتسبات التي تحققت في ظل الحكومة الحالية فإن قطاع التعليم يشهد، بحسب المتحدث من منصة مجلس النواب، "لحظة فارقة ستبقى خالدة في تاريخ الحكومات المتعاقبة، لحظة تجمع بين الاعتزاز بالاتفاق الذي توصلنا إليه مع النقابات التعليمية، والتطلع لغد أفضل في قطاع التعليم"، حسب قوله.