في الصورة الفنان الأمريكي الشهير ستيفي واندر رفقة ابنته عائشة هزت ايقاعات مهرجانات موازين للموسيقى العاصمة الرباط على مدى تسعة أيام استمتع فيها الجمهور الرباطي بعروض موسيقية متنوعة بالرغم من انتقادات بعضهم الذي يرى في مثل هذه المهرجانات بذخا ومصروفات اضافية الطبقات الفقيرة في حاجة اليها. "" وانطلقت فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان في 16 مايو الحالي ويسدل عليها الستار مساء أمس السبت حيث اتجهت الانظار الى الحفلة التي سيحييها الفنان الامريكي الشهير ستيفي واندر. وكعادة المهرجان يفتح المنظمون المجال لفئة واسعة من الجمهور للاستمتاع بالعروض مجانا ووزعت العروض هذه السنة على تسع فضاءات رئيسة شهدت اقبالا مكثفا خاصة بين الشباب. ويقول المنظمون ان المهرجان جذب العام الماضي أزيد من مليون ونصف من الجمهور وهو رقم يعتبرونه ذا دلالة ويأتي ليغير رتابة ليل العاصمة الادارية للمغرب المعروف عنها لدى المغاربة كون موظفيها يأوون باكرا الى منازلهم أمام قلة الملاهي ومحدودية الفضاءات وارتباطهم بالتوقيت الاداري. ويقول حسن النفالي عن اللجنة المنظمة للمهرجان لرويترز"نتوقع أن تجتذب هذه الدورة عددا أكبر." وأضاف" لا نتوفر على أرقام الان ولكن لاحطنا أن في بعض السهرات كحفل كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب والشاب خالد..تجاوز الجمهور العدد المتوقع بكثير." ويقول المهدي الذي رمز لاسمه الثاني بحرف أ(24 عاما طالب) وهو منتش من حفلة جورج وسوف "مثل هذه المهرجانات مهمة جدا لاننا نرى فنانين مباشرة ونستمتع بأغانيهم مجانا." ويضيف "لكن لو خسرت أموال مثل هذه المهرجانات على مشاريع يستفيد منها الشباب كان سيكون ذلك أفضل." ويقول المنطمون انهم لا يتوفرون على أرقام نهائية بخصوص ميزانية هذه الدورة لكنهم يشيرون في المقابل الى أن الدورة السابقة تكلفت 25 مليون درهم (3.1 مليون دولار) غير أن بعض المتتبعين يشكون في هذا الرقم ويقولون ان المهرجان الذي يستضيف كبار نجوم الفن العالمي حيث استضاف العام الماضي مثلا ويتني هيوستن وجورج بنس يتكلف أكثر من ذلك. ويقول النفالي "يجب أن نتفق أن الجانب الثقافي مهم جدا ويجب أن يأخذ حظه لماذا نتكلم عن البذخ الا لما يتعلق الامر بالثقافة ولا نفعل نفس الشئ عندما يتعلق الامر بالرياضة مثلا ..مع العلم أن مدربي المنتخب المغربي يتقاضون أجورا خيالية شهريا وليس سنويا." وأضاف"لكن هذا لا يمنع أن نقول على الدولة أن تفكر في مشاريع للشباب." وبخصوص الميزانية قال النفالي"90 في المئة من الميزانية يمولها الاشهار اذا لم يعطوا هذه الاموال لموازين ستعطى لفرق كرة القدم." وأحيا العروض في هذه الدورة أسماء كبيرة في عالم الغناء من المغرب ، والمشرق العربي ومن العالم أمثال وردة وشيرين عبدالوهاب والشاب خالد وكاظم الساهر ونجوى كرم وجورج وسوف وملحم بركات وحسين الجسمي وأينيو موريكون وجوني كليج وأليشيا كيز وال دي ميولا وفرق غنائية من افريقيا واسيا وأمريكا ..حيث شاركت 40 دولة في هذه الدورة. وتقول خديجة. س (28 عاما) ربة بيت "هذه مبالغة في الاحتفال والبذخ لا تتناسب مع ظروف المغرب الاقتصادية والاجتماعية." وأضافت "هذه المهرجانات كالمخدرات تنسينا لفترة همومنا ومشاغلنا ولكن سرعان ما نستفيق على واقعنا المر." وأظهرت احصائيات رسمية في هذا الشهر ان نسبة البطالة في المغرب لم تتغير تقريبا في الربع الاول من العام الحالي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي وبلغت 1.09 مليون عاطل مقابل 1.08 مليون عاطل. وتقول احصائيات حكومية ان 14 في المئة من سكان المغرب البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر وان نحو 40 في المئة منهم أميون. ويقول عبدالعزيز (27 عاما) عاطل عن العمل "لو خسرت هذه الاموال على أشياء تفيدنا أكثر لكان ذلك أفضل." وأضاف وقد كان خارجا للتو من سهرة الشاب خالد "أتي الى العروض بالرغم من عدم اقتناعي بجدواها لانها تنسينا الواقع الذي أعيشه الحي الذي أقطن فيه المخدرات التي يتداولها شباب الحي." ويعلق حسن النفالي"أنا أرى أن هناك تطورا شيئا فشيئا الناس بدأت تستوعب ثقافة المهرجانات وتتفاعل معها ." وأضاف"في جميع دول العالم هناك مهرجانات ضخمة ناجحة لما لا العاصمة المغربية..في الولاياتالمتحدة في كل ولاية هناك مهرجان موسيقي سنوي ضخم." وتساءل"هل في الولاياتالمتحدة ليس هناك فقر بطالة مخدرات عنف.." وقال"المهرجان يجب أن يلعب دورا في التثقيف والتكوين." منتقدا"علماء النفس والاجتماع في المغرب الذين لم يقوموا بدراسات تبين تأثير المهرجانات الموسيقية على نفسية الشباب وتغيير سلوكاتهم الاجتماعية نحو الافضل."