أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، على خطورة الوضع المرتبط بالموارد المائية بالمغرب، مبرزا أن السلطات ستلجأ إلى تنزيل عدد من الإجراءات من أجل ترشيد استهلاك الماء، ولدفع المواطنين إلى تغيير سلوكهم تجاه هذه المادة الحيوية. وقال بركة، في جوابه عن أسئلة النواب خلال جلسة الأسئلة الشفوية، الإثنين، إن الوضع صعب جدا والواردات المائية التي دخلت السدود ما بين شهري شتنبر ودجنبر لا تتجاوز 500 مليون متر مكعب، عوض مليار و500 مليون مكعب السنة الماضية. وأكد الوزير ذاته على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية من أجل ضمان الماء الصالح للشرب، من خلال تفعيل اللجان المحلية التي يترأسها الولاة والعمال من أجل تقنين بعض الاستعمالات المستهلكة للماء، وكذلك تفعيل "بعض الانقطاعات" إذا استدعت الضرورة ذلك، موردا أن "هذا القرار سيكون محليا بحسب التطورات والأماكن المعنية". وتأتي هذه الإجراءات بحسب بركة من أجل ضمان عقلنة الطلب، وتغيير السلوكيات، مشيرا إلى أن الحكومة ستلجأ إلى تفعيل عدد من السدود، ومن ضمنها سدان سيتم تجهيزهما أوائل سنة 2024. كما شدد المسؤول الحكومي ذاته على أنه "لولا مشاريع الربط المائي التي انطلقت في شهر غشت لكانت السلطات ستلجأ إلى قطع الماء الصالح للشرب على عدد من المناطق، من ضمنها مدينتا الرباط والدار البيضاء"، موضحا أنه "بفضل هذه المشاريع تم إدخال ما يقارب 110 ملايين متر مكعب للسدود، كما عملت السلطات على تسريع برامج تحلية المياه في هذا الإطار". مصدر مسؤول سبق أن أكد لهسبريس، جوابا عن سؤال لها حول إمكانية انقطاع الماء لساعات طويلة عن السكان بالمدن والقرى، أن هذا الخيار معتمد في بعض المناطق القروية التي تعرف إجهادا مائيا، حيث تلجأ السلطات إلى قطع الماء لبضع ساعات. واستبعد المتحدث ذاته أن يعيش المغرب تجربة بعض البلدان التي ينقطع فيها الماء ليوم كامل أو أكثر كما هو الشأن بالنسبة للبنان وبعض الدول العربية، مشيرا في الآن ذاته إلى أن "الوضعية تدعو للقلق ولا بد من ترشيد استهلاك هذه المادة الحيوية، وإن تطلب الأمر قطعها في بعض المناطق لساعات قليلة في أوقات محددة، خاصة في فترة الليل". المصدر ذاته أوضح أنه "سيتم اللجوء أيضا إلى خفض صبيب الماء الشروب في عدد من المناطق بالمملكة من أجل عقلنة استعماله"، مبرزا أن المؤشرات الخاصة بالأشهر الماضية تنذر بأن المغرب مقبل على سنة أخرى من الجفاف.