المغرب على صفيح ساخن .. أحزاب ، وجمعيات ، وتنظيمات ، ومنتخَبون ، وإعلام ، ومؤسسات عمومية ، وشبه عمومية ، وخاصة ،... الكل يتململ !! "" استعدادات غير عادية تطال مختلف الدكاكين الحزبية .. اجتماعات مستمرة ، لقاءات ومؤتمرات تأسيسية ... الكل يعد العدة لاستقبال" اليوم الموعود" .. على وعد غير مكذوب ... ! شعب يتعرض لامتحان الكفاءة للمرة الألف دون أن يفيق أو يستفيق . بعد طول غياب وسبات .. نفس الوجوه الكزة الجاحدة تتململ بجانبه، وعن يمينه وعن يساره،و أمامه ومن وراء ظهره.. تزكيات تنط من هنا و هناك .. مشاريع تنجز بالجملة ، لا لشيء سوى "لله وفي سبيل الله" !!. المساجد بدورها لم تسلم من هذه "الحَرْكَة" السياسية.. ساحاتها تعج بوجوه جديدة مثيرة للانتباه ، حليقة إلا من " السنطيحة" . وبأفواه تطبَّعت على مداعبة الغليون والكأس ، تنبعث منها روائح تزكم الأنوف ، رغم العطور الباريسية؛ لا تكف- ياعجبا !!- عن التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد .. وتلاوة القرآن !!. كائنات غير عادية جاءت لتخطب وُدَّ كتلة ناخبة لا تعرف إلا "المعقول" ..فجاءتها "بتوبة" ترفع العار و ترد الاعتبار !! بالأمس القريب فضحت التكنولوجيا الرقمية أحد هذه الوجوه وهي تقدم برنامجها الانتخابي ، في حملة سابقة لأوانها ، في أحد المساجد ومن على أعواد منبر الإمام... يا لَلْفضيحة !! . "كما تكونوا يُوَلَّ عليكم " .. لماذا لا يقاطع هذا الشعب المسكين هذه الوجوه الكالحة ، ويعلن براءته منها ..؟ إلى متى يبقى هذا الشعب رهين تدبير "السماسرة " و"اشلاهبية" وأصحاب "الشكارة" ،وآكلي المال العام ...؟! إلى متى يظل المغاربة يبيعون ذممهم لكائنات ليس لها من غرض سوى مصالحها.. ؟! إلى متى تزكي هذه الدكاكين ، المسماة أحزابا ، أشخاصا عافتها أنفسها قبل أن يعافها الناس .. ؟!... أعرف أشخاصا سكنوا المجالس المنتخبة فما غادروها حتى تفكرهم الموت .. ! وآخرين يتنقلون- هذه الأيام- عبر مختلف وسائل الإعلام لإظهار "كمامرهم" السوداء عسى أن يستأنس بها المواطنون فتحضر مع أوراقهم ساعة التصويت !!.. و آخرين التحقوا-حديثا- بجمعيات وهيئات مدنية وترأسوا أخرى ، لإثقال "سيفيهم"(CV)، وتقوية وضعهم الاعتباري ، أمام خصومهم وأمام الجماهير الكادحة سواء ! وهم مَنْ هم في "اتشلهيب" ، وأكل المال الحرام ، والضحك على البسطاء! وآخرين يستعدون لخوض "المعركة " بالاقتيات من لحوم خصومهم ؛غيبة ،ونميمة ،وهمزا ، ولمزا.. !! وآخرين لا يفهمون من هذا "الرهان" سوى ما يفهمونه من رهانات الخيول والكلاب التي اعتادوها في دور الميسر والقمار.. ! فالحصول على مقعد "رهان" دونه الأموال والأعراض والأخلاق والالتزامات ... ! ما دامت "الغاية تبرر الوسيلة" !..هكذا قال شيخهم مكيافيللي في "أميره" .. ! وآخرين ..وآخرين... أغلبية ومعارضة في الخطف و"اتشلهيب" و"اتخلويض" سيان ! فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. صورتان بلون واحد . الأغلبية تقاتل دون مصالحها ، و المعارضة كذلك تقاتل ؛ لكن بحنكة من يدل على أذنه اليمنى بيده اليسرى (ها وذني) ...!! قد نختلف حول الجدوى من هذه الانتخابات ، ما دام بعضنا يعتقد أنها شر لا بد منه ، وضرورة اجتماعية ووطنية لا محيد عنها ، ومطلب دونه "الكَاوْ"؛ في حين يعتقد آخرون – وهم أغلبية الطبقة الكادحة- أن لا جدوى منها على الإطلاق مادام نفس الوضع سيتكرر ، ونفس الوجوه ستعود ...وهكذا إلى إشعار آخر!. ولكننا لن نختلف –أبدا- في أن المغرب في حاجة إلى أبنائه المخلصين – كل المخلصين – من كل الهيئات السياسية والمدنية ، لينتشلوه من هذا المستنقع الآسن..قلت: المخلصين ..نعم !دون سواهم . بهؤلاء – فقط- ستنهض الأمة من كبوتها ، وسترجع الثقة إلى المواطنين في سياستها كما في ساستها. بهؤلاء سنخاطب العالم أننا – فعلا- أمة ناهضة ، مسؤولة ، قادرة على بناء نفسها بنفسها .ولن يكون ذلك إلا بالقطع مع مسببات الأزمة ، ومثبطات النهوض ، وفرامل التنمية والانعتاق ... إنها هذه "الكائنات الانتخابية"