مرّ قطاع المغاربة المقيمين بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى تفعيل الدعوة الملكية المتضمنة في الخطاب الملكي (20 غشت 2022)، ب"إقامة علاقة هيكلية مع الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، ووضع آلية خاصة لمواكبتهم ودعم مبادراتهم ومشاريعهم". في هذا السياق، احتضنت العاصمة الرباط، طيلة الجمعة 24 نونبر الجاري، "ورشة عمل" حول مشروع "إحداث آلية خاصة لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ودعم حاملي المشاريع"، والتي طورت من أجلها منصة رقمية فازت بصفقة مناولتها شركة رقمية للتكنولوجيا يملكها ويسيرها مغاربة مقيمون بالخارج، وفق المعطيات الواردة على لسان إسماعيل المغاري، الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، خلال الجلسة الافتتاحية للورشة. وأفاد المغاري، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، بأن "هذا اللقاء يندرج في إطار المقاربة التشاركية التي يقتضيها تنزيل المشروع سالف الذكر، والذي أطلقه القطاع تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الخطاب الملكي، وتبعا لأشغال اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ولاجتماعات اللجنة التقنية واللجان الموضوعاتية المحدثة من أجل بلورة برنامج تنفيذي لتنزيل تلك التعليمات". وذكر المسؤول الوزاري ذاته، في كلمته، بأن "الاجتماع الأول للجنة قيادة هذا المشروع قد انعقد يوم 24 أكتوبر الماضي بالرباط، خصص لتقديم المشروع وحكامته والجدولة الزمنية الخاصة بتنفيذه". "ورشة تشرك كفاءات مغاربة العالم" قال كاتب عام قطاع "مغاربة العالم" مخاطبا المشاركين في الورشة إنها "تشرك فعليا 50 من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تصميم وتنفيذ هذه الآلية، ومناقشة وسائل الاستجابة لانتظاراتهم وتطلعاتهم"، إضافة إلى "إحداث فضاء لتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات بين شبكات الكفاءات الجغرافية والموضوعاتية ومختلف الشركاء المؤسساتيين". وبسط المغاري مضامين "ورشتين متزامنتي التنظيم"، موردا أن "الأولى مخصصة لتعبئة الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج والثانية لجانب تقني محض عن "البيانات والمتطلبات الوظيفية والتقنية للآلية". وفق ما عاينته هسبريس، عرفت هذه الورشة، التي ستنظم حضوريا وعن بعد مشاركة نخبة من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، إضافة إلى 20 ممثلا عن مختلف القطاعات المعنية والشركاء المؤسساتيين. وستسهم هذه الآلية، حسب القطاع، في "تحسين التعرف على الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج، مع تحديد الفئات ذات الأولوية وتعزيز التواصل وتشجيع التبادل والتعاون بين جميع المتدخلين في هذا المجال". كما شدد المغاري على أنه ستجري مناقشة "نتائج الاستبيان الذي أطلقه القطاع عبر موقعه الإلكتروني من أجل تلقي آراء ومقترحات الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج بخصوص هذا المشروع". "آلية ضرورية" من جهته، أكد إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي حضر الجلسة الافتتاحية للورشة، أن "الخطاب الملكي ل20 غشت 2022 كان قد بعث رسائل مهمة؛ أهمها بلورة آلية لمواكبة وتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج"، معتبرا أنها "آلية غير كافية لوحدها لكنها ضرورية". وشرح اليزمي ذلك، في حديث لهسبريس على هامش الورشة، بالقول إن "مسلسل تعبئة الكفاءات معقد، ويجب أن يأخذ بعين الاعتبار أولا حاجيات المغرب، ثم تجارب سابقة (أول اجتماع للكفاءات المغربية بالخارج في 1993) وكذا تحولات أساسية تعرفها الجاليات المغربية مع عوْلمتها وتأنيثها"، مع التحدي الأساسي لهذه الآلية الذي هو إدماج الأجيال الجديدة التي ولدت وترعرعت في بلدان الإقامة ولا تعرف المغرب كثيرا". الأهداف والنتائج المرجوة وفق معطيات المنظمين، التي توصلت بها هسبريس، تضع الآلية المحدثة 3 أهداف كبرى؛ الأول "إشراك الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تصميمها وتطويرها"، فيما الثاني هو "مناقشة الوسائل التي من شأنها الاستجابة لانتظارات وتطلعات الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج"، إضافة إلى هدف ثالث "إحداث فضاء لتبادل الخبرات والأفكار والمبادرات بين شبكات الكفاءات الجغرافية والموضوعاتية والشركاء المؤسساتيين". ويصبو قطاع "مغاربة الخارج" إلى نتائج من وراء مشروع الآلية هي "تطوير قاعدة معارف/أفكار لإغناء المرحلة الأولى من المشروع الخاص بتصميم وتنفيذ آلية لتسهيل تعبئة هذه الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج". كما يستهدف "ضمان المشاركة الفعالة للكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج في تطوير هذه الآلية"، مع "إحداث فرص للتعاون بين الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين بالخارج والشركاء"، وفق المعطيات ذاتها. الفئة المستهدفة من الآلية ضمت، بالإضافة إلى "كفاءات مرجعية" (أبرزهم المخترع والمبتكر المغربي رشيد اليزمي الذي حضر للورشة)، 50 من الكفاءات وحاملي المشاريع المغاربة المقيمين ب12 بلدا للإقامة من القارات الخمس (40 حضروا بشكل مباشر و10 عن بعد) يمثلون شبكات الكفاءات الشريكة". مواكبة التنمية بالمملكة العالم المغربي رشيد اليزمي، مخترع بطاريات الليثيوم القابلة للشحن وأحد أبرز كفاءات المغرب بالخارج، أشاد، في تصريح لهسبريس، بانعقاد الورشة مؤكدا أنها "تجسيد للتوجيهات والعناية الملكية بهذه الفئة من المغاربة، لا سيما حاملو مشاريع في مجال التكنولوجيا أو ريادة الأعمال أو قطاعات للأنشطة مهمة لمواكبة الدينامية التنموية المغربية". من جهتها، لم تُخف مريم الإدريسي، رئيسة "جمعية الأطر المغاربة المقيمين بفرنسا"، سعادتها البالغة بالمشاركة في هذه الورشة. وقالت الإدريسي، في تصريح لهسبريس، إنها "مشاركة للمساهمة في أشغال الورشة التي ستسْتمع لآراء أطر وكفاءات مغاربة من مختلف القارات"، معبرة عن آمالها بأن "تسفر عن نتيجة إيجابية بالنسبة للمغرب ومغاربة العالم". واعتبرت رئيسة "جمعية الأطر المغاربة المقيمين بفرنسا"، في للتصريح ذاته، أن النقاش يركز على "كيفية خلق آلية لتعبئة الكفاءات المقيمة بالخارج؛ وهي خطوة أساسية وإيجابية تعطي أكلها في المستقبل القريب".