تتضارب آراء بعض من أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية، التي تم الإعلان عنها بشكل مفاجئ في ماي المنصرم في الموقع الرسمي لمجلس النواب، حول مصيرها المستقبلي، ارتباطا بالأحداث الجارية في قطاع غزة. ومنذ إنشائها في سياق التقارب المغربي الإسرائيلي، لم تعقد المجموعة سالفة الذكر أي اجتماع يذكر. كما أن أعضاءها لم يلتقوا رئيسها نور الدين الهاروشي، بعد. واليوم حيث تتصاعد مطالب مجتمعية وسياسية متفرقة من أجل وقف العلاقات مع تل أبيب بفعل حربها على قطاع غزة، كانت هاته المجموعة ضمن لائحة الانتقادات، إذ طالبت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بحلها. ورصدت تقارير متطابقة وقتها أن "مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية تهدف إلى تعزيز التعاون البرلماني بين تل أبيب والرباط، خاصة بعد الزيارة التاريخية لأمير أوحنا، رئيس الكنيست"؛ لكن هذا الأمر لم يتم، خاصة بعد الشكوك التي كانت تحوم حولها بعد انسحاب نادية التهامي عن فريق التقدم والاشتراكية. وتختلف آراء أعضائها، إذ يرى البعض أن "وجودها ضروري في تعزيز العلاقات بين تل أبيب والرباط، وأيضا في موضوع الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين"؛ فيما يشدد البعض على "نهايتها، خاصة أنها لم تعقد أي اجتماع يذكر إلى حدود اليوم، ولم يظهر هدفها بالأساس، إذ تبقى مجرد اسم في الموقع الرسمي لمجلس النواب". ضرورة تشغيلها المهدي العالوي، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية، سجل أن "هاته المجموعة ضرورية ومهمة في الوجود. ومن الضروري البدء في عملها حتى يتم تعزيز العلاقات بين تل أبيب والرباط"، مشيرا إلى أنه "شخصيا ليس ضد التطبيع مع تل أبيب". وأضاف العالوي لهسبريس أن "التضامن مع فلسطين وشعبها واضح المعالم، ولا يمكن تفسيره أو تبريره، ونريد دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس؛ لكن في الوقت نفسه نريد علاقات جيدة مع إسرائيل ارتباطا بالتاريخ المشترك وقيمة اليهود المغاربة". وشدد النائب البرلماني ذاته على أن "رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسرائيلية لا يقوم بدوره ولا يتواصل، ولم يعقد أي اجتماع معنا"، مبينا أن "كل هذا يستدعي أن يقدم استقالته ويدع منصبه لشخص قادر على القيام بهاته المهمة". "لهاته المجموعة أدوار جوهرية؛ من بينها لعب الوساطة بين فلسطين وإسرائيل في سياق الدبلوماسية البرلمانية، والرفع من سبل التقارب المغربي الإسرائيلي في شتى المجالات"، أورد المتحدث ذاته. واسترسل شارحا أن "هاته الأهداف ترافقها طموحات تعزيز التقارب الاقتصادي، وفتح الأفق الاستثمارية بين البلدين"، مستدركا بالقول: "يجب ألا نبقى في تلك العقلية القديمة؛ فحزبنا متفتح، ويرى أن هنالك آفاقا إيجابية دائما". من الأفضل حلها من جانبه، اعتبر عبد المجيد بن كمرة، النائب البرلماني عن الفريق الحركي والعضو في مجموعة الصداقة المغربية الإسرائيلية، أن "هاته المجموعة لم تشتغل على الإطلاق، ومن الأفضل حلها طالما هي على هذا الحال". وأورد بن كمرة لهسبريس قائلا: "شخصيا، لم أكن حاضرا أو على إلمام بموضوع إعلان تشكيل هاته المجموعة البرلمانية. كما أعتبرها شخصيا غير موجودة بالأساس، خاصة أنها لم تقم بأي اجتماع يذكر، ولم يلتقِ الأعضاء بينهم من أجل بحث الأهداف أو حتى التعارف". وشدد النائب البرلماني على أنه "كان على الأقل أن تشتغل المجموعة، وتظهر فعلا أنها موجود في الأساس، وتخرج ببيان ما حول الحرب على قطاع غزة، وأن يكون لها صوت في مطالب وقف إطلاق النار واستهداف الشعب الفلسطيني". وأكد بن كمرة أن "هاته اللجنة غير موجود ولم تقم بأي دور يذكر على الإطلاق، إذ كان من المفترض أن تلعب دور الوساطة وتذهب إلى الكنيست لإعلان موقفها من القضية الفلسطينية وتبحث من خلال جهودها سبل التوافق السياسي بين الطرفين".