لم يفوت النظام الجزائري التقارب العسكري والسياسي الذي باتت تعيشه العلاقات الثنائية بين الرباطونواكشوط، فبعد الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية، المنعقد الأسبوع الماضي بالعاصمة الموريتانية، تسعى الجزائر إلى نسف الاتفاقات والتوصيات المنبثقة عنه. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الموريتانية فقد أرسلت الجزائر وفدا من المسؤولين العسكريين إلى نواكشوط في زيارة تستغرق خمسة أيام، تهدف إلى "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين". وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن "اللواء يعقوب، المدير العام لخدمات الصحة للقوات المسلحة الموريتانية، استقبل الوفد الذي يزور موريتانيا لمدة خمسة أيام، للاطلاع على مختلف الهياكل الصحية العسكرية"، مضيفة أن "الزيارة تهدف أيضاً إلى توطيد العلاقات الثنائية في المجال الصحي العسكري". وكان اجتماع عسكري رفيع المستوى عقد مطلع الشهر الجاري جمع محمد بريظ، الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، رفقة وفد عسكري هام، مع قائد الأركان العامة للجيوش بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، بنواكشوط، في إطار الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية، وناقش مجموعة من القضايا الأمنية، خصوصا في ظل مساعي تعزيز التعاون بين الطرفين. ويأتي هذا الاجتماع العسكري الجزائري الموريتاني عقب التهديدات الأمنية التي شنتها جبهة البوليساريو على مدينة السمارة، بإيعاز مباشر من دولة الجزائر، وبصمت مطبق من الجانب الموريتاني، يكشف انسجام سياسة الشريكين، التي وصلت حد التطابق والتوافق في السنوات الأخيرة. ويحاول النظام العسكري الجزائري صد مساعي المملكة إلى إنعاش مجالات التعاون مع باقي دول القارة الإفريقية، على المستويين الاقتصادي والأمني، من خلال زرع توترات جيوسياسية بالمنطقة، في محاولة يائسة لزعزعة استقرار المملكة المغربية وأقاليمها الجنوبية؛ من خلال إعطاء ضوء أخضر للبوليساريو لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين. يذكر أن موريتانيا تعترف رسميا ب"جمهورية الوهم" منذ سنة 1984، بعد 5 سنوات من توقيع اتفاق مع ميلشيات البوليساريو، بينما تطلق وسائل الإعلام الرسمية الموريتانية لقب "رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية فخامة السيد إبراهيم غالي" على زعيم الميلشيات الانفصالية.