استعدت القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، لهجوم بري على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع رد إسرائيل على هجوم غير مسبوق على أراضيها نفذته الحركة؛ فيما حذرت إيران من "عواقب بعيدة المدى"، إذا لم يتوقف القصف الإسرائيلي. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة "حماس" المسلحة، ردا على الهجوم الذي اقتحم فيه مقاتلو الحركة بلدات إسرائيلية في مطلع الأسبوع الماضي وأطلقوا النار واحتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ البلاد. وقُتل حوالي 1300 شخص في الهجوم المباغت، الذي هز البلاد. وردت إسرائيل بأعنف قصف على الإطلاق على قطاع غزة وفرض الحصار الكامل على القطاع الذي يقطنه 2.3 ملايين فلسطيني وتدمير جزء كبير من بنيته التحتية. ولم يبدأ الهجوم البري المتوقع حتى صباح يوم الأحد. وقالت السلطات في غزة إن أكثر من 2200 شخص قتلوا، ربعهم من الأطفال، وأصيب نحو عشرة آلاف. وبحث عمال الإنقاذ باستماتة عن ناجين من الضربات الجوية الليلية. وتردد أن مليون شخص غادروا منازلهم. كما طلبت حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من جماعة حزب الله اللبنانية ألا تبدأ حربا على جبهة ثانية، وهددت "بتدمير لبنان" إذا فعلت ذلك. وحذرت بعثة إيران لدى الأممالمتحدة، في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت، من أنه إذا لم يتم وقف "جرائم الحرب والإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل على الفور، فإن "الوضع قد يخرج عن السيطرة" وتكون له عواقب بعيدة المدى. وتحظى حماس وحزب الله بدعم إيراني. وقالت حماس، في بيان، إن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، التقى بوزير الخارجية الإيراني، يوم السبت في قطر، حيث ناقشا الهجوم الذي نفذته الحركة الفلسطينية في إسرائيل و"أكدا التعاون المستمر لإنجاز أهداف المقاومة والشعب الفلسطيني". وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من زعماء العالم من قيام أية دولة بتوسيع نطاق الصراع. ودعت المنظمات الدولية وجماعات الإغاثة إلى الهدوء، وتضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وفي نيويورك، طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي التصويت يوم الاثنين على مشروع قرار بشأن الصراع بين إسرائيل و"حماس" يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ويدين العنف ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب. تحذيرات من اتساع نطاق الصراع، ودعوات لتقديم المساعدة واتصل بايدن، يوم السبت، بنتنياهو؛ وبينما أكد دعمه "الراسخ" لإسرائيل، ناقش التنسيق الدولي لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية. وتحدث بايدن أيضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شدد على الحاجة الملحة إلى السماح بممرات المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة. وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية بأن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور ستبدأ التحرك نحو شرق البحر المتوسط للانضمام إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى موجودة بالفعل. وقال وزير الدفاع لويد أوستن إن ذلك "جزء من جهودنا لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع هذه الحرب في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل". وطلب الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة، من سكان النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يضم مدينة غزة، أكبر مدينة في القطاع، التحرك جنوبا على الفور. وقال، يوم السبت، إنه سيضمن سلامة الفلسطينيين الفارين على طريقين رئيسيين حتى الساعة الرابعة عصرا (والواحدة ظهرا بتوقيت جرينتش). واحتشدت القوات مع انقضاء المهلة. وطلبت حماس من الناس عدم المغادرة، قائلة إن طرق الخروج غير آمنة. وأضافت أن عشرات الأشخاص قتلوا في ضربات على سيارات وشاحنات تقل لاجئين يوم الجمعة؛ وهو ما لم تتمكن رويترز من التحقق من صحته بشكل مستقل. وقال بعض السكان إنهم لن يغادروا، واستعادوا ذكرى "النكبة" عندما أُجبر الكثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل. وقالت امرأة تجلس في منزلها مع أحفادها في مواجهة القصف الإسرائيلي المتواصل ونقص الخبز ومياه الشرب والكهرباء "إنهم يضربوننا؛ لكننا لن نترك منازلنا، ولن نهجّر". وتقول إسرائيل إن حماس تمنع الناس من المغادرة لاستخدامهم كدروع بشرية، وهو ما تنفيه "حماس". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد، أن 300 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، استشهدوا وأصيب 800 في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. والطريق الوحيد للخروج من غزة ولا يخضع للسيطرة الإسرائيلية هو معبر رفح الذي يفصل القطاع عن مصر. وتقول مصر رسميا إن جانبها مفتوح؛ لكن حركة المرور متوقفة منذ أيام بسبب الضربات الإسرائيلية. وأعلنت مصادر أمنية مصرية أنه يجري تعزيز الجانب المصري، وأن القاهرة ليس لديها نية لقبول تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. وأورد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تعمل على فتح المعبر للسماح لبعض الأشخاص بالخروج، وأنها على اتصال بأمريكيين من أصل فلسطيني يريدون مغادرة غزة. وقالت واشنطن، في وقت لاحق، إنها طلبت من مواطنيها محاولة الوصول إلى المعبر. وتقول إسرائيل إن أمر الإخلاء هو لفتة إنسانية؛ بينما تعمل على التخلص من مقاتلي حماس. وتقول الأممالمتحدة إنه لا يمكن نقل عدد كبير من الأشخاص بشكل آمن داخل غزة دون التسبب في كارثة إنسانية. تحذير حزب الله صاحب العنف في غزة أشد اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان منذ عام 2006، مما أثار مخاوف من امتداد الحرب إلى جبهة أخرى. وقال حزب الله إنه أطلق صواريخ موجهة وقذائف مورتر على خمس مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها. وشاهدت رويترز إطلاق صواريخ على موقع للجيش الإسرائيلي، وسمعت قصفا من إسرائيل وإطلاق نار. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة (راديو كان) أن الحصار فُرض على خمس قرى حدودية ردا على توغل مشتبه به من لبنان. وقال تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إن إسرائيل "تحاول عدم الانجرار إلى حرب على جبهتين"، وحذر حزب الله بالبقاء بمنأى عن القتال. رويترز