رحب شيوخ القبائل الصحراوية المغربية لتحديد الهوية، مساء اليوم بالعيون، بقرار الاعتراف الإسرائيلي الأخير، الذي يعزز قوة ومتانة الموقف المغربي من قضيته الوطنية الأولى، ويدعم الإجماع الدولي المؤيد للجهود الرامية إلى إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل. وفي هذا الصدد ثمن شيوخ القبائل الصحراوية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء، وإعلانها إمكانية فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، واصفين هذا القرار ب"التاريخي والعادل" إزاء قضية الوحدة الترابية للمملكة. واعتبر هؤلاء الشيوخ، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، القرار الإسرائيلي الأخير "انتصارا للدبلوماسية والشرعية المغربية التي يديرها بحنكة وتبصر عاهلنا المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده"، مشيرين إلى أن هذا "الاعتراف سيزيد من الشرعية الدولية والحقوق التاريخية الراسخة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، وسيشكل إضافة نوعية في ترسيخ مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة الكاملة للمملكة المغربية الشريفة". كما أجمع ممثلو القبائل الصحراوية على أن "هذا الاعتراف له أبعاد سياسية وحيوية ترفع من الزخم الدولي تجاه دعم قضيتنا الوطنية العادلة، نظرا للمكانة التي تحظى بها دولة إسرائيل على المستوى الدولي، وكذا تأثيرها على العديد من القرارات والسياسات الدولية التي ستخدم شرعية وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية"، مبرزين أن "القرار سيساهم في تقوية آليات التفاوض لإيجاد حل عادل بين دولة إسرائيل والفلسطينيين بحكم العلاقات التاريخية المتميزة بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل". واستغل شيوخ تحديد الهوية المناسبة لدعوة باقي الدول الصديقة والشقيقة للمملكة إلى اتخاذ مواقف واضحة تنسجم مع الدينامية الدولية والخروج من المنطقة الرمادية، من خلال الإقرار بسيادة المغرب على أراضيه، والتأسيس لعلاقات دبلوماسية عن طريق فتح قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وتعقيبا على هذا القرار، قال عبد اللطيف بيرا، شيخ قبيلة الشرفاء أولاد السباع، إن الاجتماع اليوم يأتي في إطار الترحيب بالقرار الإيجابي والهام الذي اتخذته دولة إسرائيل، والقاضي بالوقوف إلى جانب المملكة المغربية الشريفة في الدفاع عن وحدتها الترابية. وأضاف بيرا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الاعتراف الإسرائيلي يُعزز موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة الإسبانية من المبادرة المغربية المتعلقة بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية كحل سياسي واقعي لإنهاء هذا النزاع المفتعل"، لافتا إلى أن "كل هذه المواقف لها وقع كبير على المستوى الدولي من خلال إبراز عدالة قضيتنا الدولية". من جانبه، ثمن محمد عالي عمارة، شيخ قبيلة آيت لحسن، قرار دولة إسرائيل القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وإعلان نيتها فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، مشيرا إلى أن "القرار يعزز اهتمام المجتمع الدولي بدعم مغربية الصحراء، ولا يقل أهمية عن الاعترافين الأخيرين، الأمريكي والإسباني". وأضاف عمارة، في تصريح لهسبريس، أن "البيان الصادر عن الديوان يشكل انتكاسة قوية للنظام الجزائري وصنيعته البوليساريو"، مبرزا أن "القرار يعزز شرعية ومصداقية المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، وينضاف إلى مسلسل الانتصارات الدبلوماسية المتتالية المختزلة في فتح العديد من الدول الإفريقية والعربية قنصليات دبلوماسية لها بكل من العيونوالداخلة". وكان بلاغ للديوان الملكي قد كشف، بحر هذا الأسبوع، توصل الملك محمد السادس برسالة من بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أعلن فيها قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية . وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وأنه سيتم "إخبار الأممالمتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار .