تعيش عائلات ضحايا مهاجرين من مدينة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة حالة من "الهلع" و"الترقب"، بعد ضياع الاتصال مع ما يصل إلى 51 شخصا حاولوا الهجرة بشكل سري من مدينة أكادير إلى جزر الكناري بإسبانيا. واتصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بعائلات الضحايا التي أجمعت على أن "السلطات لم تخبرهم، إلى حدود الساعة، عن أي تفاصيل حول المختفين الذين يوجد بينهم أطفال قاصرون". وقال أحد أقارب الضحايا إن "شبكة من المهربين في مدينة العطاوية طلبت من المهاجرين المختفين مبلغ 4 ملايين ونصف المليون سنتيم، لتتم عملية تهجيرهم إلى جزر الكناري بإسبانيا". وأضاف المصدر ذاته، في اتصال هاتفي مع هسبريس، إن "أخاه، الذي يبلغ من العمر 18 سنة، انقطع معه الاتصال ليلة السبت 10 يونيو، بعدما أخبرهم بشكل مفاجئ أنه متوجه عبر قارب للهجرة السرية إلى جزر الكناري"، موردا أن "ذلك خلق حالة من الهلع داخل الأسرة مستمرة إلى حدود الساعة". من جانبها، أكدت إحدى أقارب الضحايا، التي فقدت الاتصال مع أخيها الذي يبلغ من العمر 30 سنة، أن "عائلات الضحايا توجهن إلى وكيل الملك بمدينة قلعة السراغنة، ثم إلى البحرية الملكية بمدينة أكادير؛ لكن دون أية نتائج إلى حدود الساعة، بعد مرور 12 يوما على فقدان الاتصال مع المهاجرين". وفي معطيات كشفها أحد المقربين من الضحايا للجريدة، فإن "سماسرة الهجرة السرية بمدينة العطاوية يعملون بدون أية رقابة أمنية"، مؤكدا أن "انفجار القضية، الأسبوع الماضي، دفع رجال الأمن بشكل نادر إلى اعتقال أحد المهربين المشتبه فيهم". في السياق عينه كشف مقرب من أحد المفقودين أن "غالبية الضحايا تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 سنة؛ فيما يوجد بينهم قاصران لم يتما دراستهما الثانوية، وكان حلمهم الذهاب إلى أوروبا". وأضاف المصدر عينه أن "المهربين طلبوا من الضحايا الالتقاء في مدينة أكادير قصد الهجرة عبر قارب خشبي إلى جزر الكناري، بعدما أدوا جميعا مبلغا يفوق الأربعة ملايين سنتيم، قبل أن يختفي أثرهم جميعا يوم الأحد 11 يونيو". ولا تقف لائحة الضحايا على الذكور، إذ كشفت المصادر سالفة الذكر أن "هنالك نساء بين المختفين، غالبيتهن من مدينة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة". وتناشد عائلات الضحايا "تدخلا عاجلا من السلطات المعنية من أجل العثور على خبر المفقودين في عرض البحر"، مؤكدين بذلك أن "جميع الإجراءات الخاصة بالتبليغ قاموا بها، ومراسلة هيئات المجتمع المدني بالمغرب وإسبانيا وكندا ودول أخرى".