قالت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إن المغرب يعرف "وضعا وبائياً هو الأفضل منذ بداية الجائحة على الصعيد الوطني"، مُطمئنة المغاربة بالقول: "نعيش وضعاً وبائيا جدّ مريح بمختلف جهات المملكة. ومازالت منظومة الرصد مستمرة في تتبع المؤشرات الوبائية، بما فيها المتحورات المنتشرة في إطار اليقظة الجينومية". وأكد الدكتور معاذ المرابط، منسق مركز طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، الثلاثاء 7 فبراير الجاري، خلال التصريح المقتضب المتعلق بالحالة الوبائية لجائحة "كوفيد-19" في المغرب، أن تحسن الوضع الوبائي جاء "بعد موجة خامسة صغيرة للانتشار الجماعي لفيروس SARS-CoV-2 استمرت عشرة أسابيع، تميزت عموما بمستوى متوسط من انتشار فيروس كورونا المستجد". ولفت المرابط إلى "دخول بلادنا منذ 4 أسابيع في الفترة البينية الخامسة التي تتميز، حاليا، بانتشار جدّ ضعيف لمتحورات وسلالات فرعية لأومكرون، خاصة المتحور الفرعي BQ.1 وسلالاته المتفرعة، وكذلك BA.2 وسلالاته المتفرعة". "منذ بداية هذا العام 2023 وإلى حدود الساعة، لم تَلِجْ أقسام العناية المركزة والإنعاش سوى 27 حالة، من بينها حالتان فقط في الأسبوعين الأخيرَين. بينما فارق الحياة بسبب 'مضاعفات كوفيد الوخيم' خلال الأسابيع الأولى من هذه السنة شخصان مُسنّان"، يورد المسؤول الصحي ذاته، مستنداً إلى بيانات المنحنى الوبائي الوطني الأسبوعي. "مؤشرات الجائحة تنحسر عالمياً" على الصعيد العالمي، أبرز المرابط أن "مؤشرات المَراضة والضراوة والفتك في تراجع مستمر بالأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، وفق بياناتها الأخيرة"، وزاد: "كما أن جميع السلالات الفرعية المنتشرة حاليا لمتحور أومكرون لم يثبُت عنها أي ارتفاع لمستوى خطورة المرض". وأوردت وزارة الصحة، على لسان المرابط، أنه "رغم أن سلالات أوميكرون الفرعية المنتشرة حاليا عالمياً شديدة الانتقال، إلا أنه لوحظ انفكاك الارتباط بين العدوى والمرض الوخيم بالمقارنة مع المتحورات السابقة المثيرة للقلق"، مستدركا بالقول: "لكن الفيروس يحتفظ بقدرة على التطور إلى متحورات جديدة ذات خصائص لا يمكن التنبؤ بها". وخلص بيان الاجتماع الرابع عشر للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية (2005) بشأن جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، المنعقد يوم 27 يناير 2023، إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر "جائحة كوفيد-19 مازالت تشكل طارئا صحيا عاما دولياً"، وأن "كوفيد-19 دخل مرحلة انتقالية، تستلزم توخي الحذر ومواصلة الإبلاغ عن بيانات الرصد وتحليل التسلسل الجينومي، واتباع تدابير الصحة العامة بشكل مناسب لتقييم المخاطر". كما أوصت اللجنة ب"استمرار وتعزيز تطعيم السكان الأكثر عرضة للخطر للتقليل من حالات المرض الوخيم والوفيات إلى الحد الأدنى". "مرتفع الفتك مقارنة بأمراض تنفسية" منسق مركز طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أضاف شارحاً: "رغم التحسن الكبير للوضع الوبائي العالمي فإن كوفيد-19 مازال مرتفعَ الفتك مقارنة بالأمراض المعدية التنفسية الأخرى. ومازال التردد في أخذ اللقاح واستمرار انتشار المعلومات المضللة يشكلان عقبتيْن إضافيتين أمام تنفيذ التدخلات الحاسمة في مجال الصحة العامة". ونصحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية ب"ارتداء الكمامة والتوقف عن أي نشاط مهني أو اجتماعي، مع التوجه إلى المؤسسات الصحية للتشخيص وتلقي العلاج المناسب، خاصة مع الانتشار الحالي لمجموعة من الفيروسات التنفسية الموسمية"؛ كما ذكّرت الأشخاص المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة ب"ضرورة استكمال جرعات التلقيح لتعزيز المناعة ضد كوفيد-19 الوخيم".