أخرست ليلة "المولد النبوي" العديد من ألسنة السوء، خصوصا ألسنة بعض الجيران الذين كانوا يحصون أنفاس ملك البلاد، حتى إنهم وصلوا إلى حد "تقسيم العرش"، وباتوا يضربون "أخماسا في أسداس" للتكهن بمن يخلف الملك. وتفتق "الخيال الجانح" لوسائل إعلام جزائرية مقربة جدا من قصر المرادية وحكم "الجنرالات" عن شطحات وهلوسات ما أنزل الله بها من سلطان، بلغت حد الرجم بالغيب (ضريب الكارطة)، والحديث عن "حرب ضروس" داخل القصر الملكي (كذا). ولأن "ضريب الكارطة" يحتاج إلى منجمين لتثبيت "قراءة الفناجين" في أذهان الناس، لجأت هذه الصحف الجزائرية إلى شخصين، أحدهما نبذه الجسم الصحافي المغربي، فاستقر في إسبانيا، رافعا راية "المناضل الإعلامي والسياسي ضد المخزن"، هو علي المرابط. والشخص الثاني متابع في قضايا خطيرة وصل عددها إلى 11 ملفا، أقلها "المشاركة في الخيانة الزوجية ومساعدة مجرم على الهرب"، هو المحامي والنقيب السابق محمد زيان. ويبدو أن الأول والثاني اجتمعا على ضرب "الخط الزناتي" ليلقيا ما في جعبة "كَنيفهما" (المرحاض) في وجوه الملأ، دون تثبت ولا تحقق، ليتعسف الأول على مهنة "صاحبة الجلالة"، ويعتدي الثاني على شرف البذلة السوداء. وهكذا..لمرابط، الذي تحول إلى "يوتوبير" يوزع "خرائفه" يمنة ويسرة، رغم أنه "لا يكاد يُبِين"، دخل فجأة إلى القصر الملكي واكتشف أسراره وخباياه، ليخص صحيفة جنرالات الجزائر بحوار قال فيه إن "هناك حربا ضروسا داخل دواليب القصر الملكي"، (بسبب مرض الملك). أما النقيب "المتهم" فقدمته الصحيفة "الشريرة" ذاتها على أنه وزير مغربي سابق، حتى توجه عقل القارئ إلى أهدافها "المخدومة"، وهو بالطبع وجدها فرصة سانحة لتصفية حساباته مع الدولة. زيان بدوره لم يخجل وهو ينطق بلسان الشعب المغربي، عندما قال في حوار لصحيفة "إنديبندنتي" الإسبانية، لتتلقفه سعيدة بذلك جريدة "قصر المرادية" بالنقطة والفاصلة، إن "هناك قلقا كبيرا في الشارع حول وجود فراغ في السلطة بسبب غياب الملك". هذه الحملة الممنهجة من طرف نظام الجزائر لزرع التشكيك في أذهان المغاربة، مستعينة بوجوه منبوذة، خسئت فجأة وانتكست ليلة المولد النبوي، عندما ظهر الملك محمد السادس في كامل لياقته، متوجها "واثق الخطى" إلى المسجد لإحياء ليلة "المولد النبوي". تلك الصور والمشاهد بقدر ما أسعدت ملايين المغاربة الذين عبروا في تعليقاتهم عن سعادتهم برؤية الملك في صحة أفضل ومعنويات جيدة، بقدر ما أدخلت الهم والغم في صدور ساكني "قصر المرادية" وجنرالات "الجارة الشقيقة"، ولكن أيضا عند زيان ولمرابط ومن يدور في فلكهما.