أثارت تصريحات مغني "الراب" المغربي المعروف باسم "طوطو" خلال مشاركته ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب والتواصل، جدلا واسعا وصل صداه إلى البرلمان والحكومة. ولعل حديث "طوطو" عن تعاطيه المخدرات بشكل علني أمام وسائل الإعلام التي حضرت ندوته الصحافية، يجعل فتح بحث قضائي معه أمرا ضروريا، وفق مختصين في القانون. ولا يقتصر الأمر على ارتكابه جريمة استهلاك المخدرات (اعترافه بتعاطي المخدرات بدون إكراه)، بل يتعداه إلى إخلاله أيضا بالحياء العام من خلال تلفظه بألفاظ نابية أمام آلاف القاصرين وفي مكان عمومي. ويرى المحامي من هيئة الدارالبيضاء محمد شمسي أن النيابة العامة ملزمة في إطار القانون "بفتح بحث تحت إشرافها للاستماع إلى هذا الشخص، حتى يوضح أكثر طبيعة وحقيقة تصريحاته. فإن كان فيها شيء من الجدية، طبقت عليه القانون الواجب. وإن تظاهر بأنه لم يكن يقصد ما شاع بين الناس، فهذا كذلك في نظر القانون يشكل جريمة، هي التبليغ على جريمة مع العلم بعدم وقوعها". ولفت المحامي شمسي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن الاعتراف باستهلاك المخدرات بشكل علني يشكل جريمة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "النيابات العامة بمختلف المحاكم تتابع هذا النوع من المتهمين الذين يعترفون باستهلاك المخدرات حتى ولو لم تضبط بحوزتهم". وأضاف المصرح نفسه أن ما أقدم عليه المغني المذكور، من خلال الإعلان عن سابق معرفة مكان ترويج المخدرات، "يشكل بدوره جريمة عدم التبليغ عن جريمة". وإذا كانت الحكومة على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى بايتاس، قد رأت في سلوك المغني الذي احتضنته وزارة الثقافة والشباب والتواصل، أمرا لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبوله، فإن المحامي شمسي يرى أنه "كان حريا بالناطق الرسمي أن يسلك المساطر القانونية الواجبة، لا أن يكتفي بعبارات الشجب والتنديد". وأشار إلى أن الحكومة في شخص وزارة الثقافة "دعمت هذا الشخص ومنحته مبالغ مالية من المال العام كي يتباهى باستهلاكه المخدرات ويتفوه بكلام ناب وخادش للحياء، وهي مناسبة لتراجع وزارة الثقافة المعايير التي تعتمدها في دعوة بعض (الفنانين)".