انتقد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اتهامات رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ل"حزب المصباح" بتعطيل التنمية خلال الولايتين الحكوميتين السابقتين؛ وذلك في ندوة صحافية عقدها اليوم الأربعاء بالمقر المركزي للحزب في الرباط. واختار بنكيران الرد على عدد من تصريحات رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، سواء داخل البرلمان أو في بعض الأنشطة الحزبية لحزب التجمع الوطني للأحرار، موردا: "رئيس الحكومة صرح بتبجح بأن العدالة والتنمية هو المسؤول عن غلاء أسعار المحروقات، لأنه أوقف الدعم الموجه لها عبر صندوق المقاصة"، ومشيرا إلى أن تصريحاته تم بثها عبر التلفزيون. وأضاف المتحدث ذاته: "رئيس الحكومة اتهمنا بتعطيل التنمية لمدة عشر سنوات، رغم أنه كان عضوا في هذه الحكومة، وكانت مكانته متميزة فيها"، وتساءل عن عدم انسحاب رئيس الحكومة الحالي من حكومتي العدالة والتنمية، حيث شغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية. وتابع بنكيران: "كان يمكن أن تملكوا الشجاعة وتغادروا الحكومة كما فعل حزب الاستقلال على الأقل، أما أن تعلقوا فشلكم على الحكومات السابقة فهذا غير معقول"، مبرزا أنه لم يسبق لأي حكومة أن شتمت الحكومة التي سبقتها؛ كما اعتبر أن تصريحات أخنوش جعلته متخوفا من عدم إلمامه بالواقع المغربي. وأضاف السياسي ذاته: "ليست هناك حكومة تحكم في المغرب، هناك حكومة تحكم بمقدار تحت إشراف جلالة الملك"، معتبرا أن تصريحات أخنوش "طعن في الدولة". وعاد عبد الإله بنكيران للحديث عن الخلاف بينه وبين رئيس الحكومة عزيز أخنوش، محملا إياه مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة بعد انتخابات 2016، وقال: "كان يمكن أن أشكل الحكومة بدون حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد اقترح علي إدريس لشكر ذلك، لكنني أجلت الأمر إلى حين تعيين عزيز أخنوش رسميا رئيسا للحزب، لأنني كنت أريده أن يكون معي، إضافة إلى الوزير مولاي حفيظ العلمي؛ كما كنت مقتنعا أن 'سيدنا باغيهم'"؛ قبل أن يستدرك بأن الملك لم يطلب منه ذلك، مشيرا إلى أن الأمر مجرد قناعة شخصية. وتابع زعيم "حزب المصباح": "أخنوش اشترط علي التنازل عن إقرار الدعم المباشر للفئات الفقيرة، كما اشترط علي عدم مشاركة حزب الاستقلال نظير مشاركته في الحكومة"، لافتا إلى أنه كان ضد رفع شعار "ارحل" ضد رئيس الحكومة، ومعتبرا أنه اقتنع بأن ذلك "شعار مخدوم"، وفضل عدم الاصطفاف مع الذين يرفعون هذا الشعار. وتابع بنكيران: "ليست لدينا مشكلة في مساندة رئيس الحكومة إذا قدم شيئا في مصلحة المغرب، لكن في وقت نمد اليد لمساعدته يقومون بالتهجم على حزب العدالة والتنمية". من جهة أخرى، عبر رئيس الحكومة الأسبق عن اعتزازه بإلغاء الدعم الموجه للمحروقات عبر صندوق المقاصة، مؤكدا أنه قام بهذه الخطوة بعدما تبين له أن الدعم لا تستفيد منه الفئات التي تستحقه، وأضاف: "لم أندم على إلغاء الدعم الموجه للمحروقات، بل ندمت لعدم إلغاء دعم صندوق المقاصة كاملا، وتوجيه الدعم لمستحقيه". إلى ذلك، تطرق عبد الإله بنكيران إلى ارتدادات الهزيمة المدوية لحزب العدالة والتنمية في انتخابات 8 شتنبر، وأشار إلى أنه "كانت هناك أفكار لحل الحزب وتعليق المشاركة السياسية بصفة نهائية والانسحاب من البرلمان، لكن القيادة السابقة للحزب تحملت مسؤوليتها وقدمت استقالتها".