غزة العزة، غزة الإباء، غزة الصمود، غزة الجهاد، غزة الصبر، غزة الشهادة، غزة الحياة... "" غزة الرجال، وأي رجال، غزة النساء اللائي أنجبن الأطفال الذين تربوا في أحضان الإيمان ورضعوا حليب العزة فأصبحت لدمائهم رائحة مسك الشهادة، وأضحت أجسامهم تعانق تربة الطهارة لتروي أرض غزة المباركة.فأصبح الطفل والشيخ والرجل والمرأة شهداء غزة رجال الله بجوار الأنبياء والشهداء والصالحين. أكتب هذه الشهادة في حق أهل الشهادة وقلبي منكسر وعيني دامعة وقلمي ينحني بكل حرف وبكل كلمة لأهلنا في غزة الذين قاموا بواجب الدفاع عن العرض والأرض والمال والولد. أكتب هذه الكلمات حسرة على حكامنا العرب الذين خذلوا أمتهم وخانوا عهدهم وأمانتهم أمام الله وأمام شعوبهم،وأقول لهم أن التاريخ يسجل خيانتهم والحاضر يشهد على خذلانهم والمستقبل ينبئهم بمصير الله أعلم به.كما أقول لهم سقط القناع عن وجوهكم وظهر قبحكم وكشفت عورتكم أمام شعوبكم، كفاكم ذلا وتذللا لقزم لا يعترف بوجودكم،قزم له القدرة على تقمص أجسامكم،ليرقص رقصكم على جراح رعيتكم. معاناة دائمة ودمار وتقتيل وتهجير لمليون ونصف لأهلنا في غزة.شعب يواجه أقصى الوضعيات الكارثية بالصمود والصبر وزيادة التمسك بالقضية والتوجه نحو قبلة الأقصى. امتحان عسير لرجال ونساء وأطفال من أرض الإسراء يؤدون فريضة الجهاد عن أمة تنصب لها فخاخ الهلاك وشراك الهزيمة في مؤتمرات الاستسلام. تحية إكبار وإجلال واعتذار لإخواننا المجاهدين الأبطال في أرض الجهاد، رجالا ونساء، شبابا وكهولا، أطفالا رضعا وشيوخا ركعا، لكل قطرة دم من دماء المجاهدين، في تراب غزة والضفة وكل فلسطين، إلى كل اللاجئين والمُرَحلين والمُبعدين، الأحياء فوق الأرض و المستبشرين في السماء، في كل شبر من أرض فلسطين، في كل مدينة وقرية وحي وبيت وقلب. إلى حركات العزة والكرامة والاقتحام والمقاومة، إلى كل أبناء فلسطين وبنات فلسطين. تحية المحبة والشكر والنصرة للصامدين عند اللقاء، الرافضين للرضوخ والاستسلام أمام جلد الفاجر وعجز الثقة، أمام غطرسة الخارج وتواطؤ الداخل، أمام المجازر والهدم والتجريف. أمام التجويع والتخويف والتسويف. إلى الصابرين المرابطين. تحية الولاء والوفاء والفداء للشهداء الأمناء، صانعي العزة والمجد والإباء، إلى كل مجاهد من قبل ومن بعد، إلى الشيخ ياسين وإيمان حجو و جمال الذرة ونزار ريان،وكل الشهداء في الأزل. إلى كل الأحرار الأبرار الأطهار ما عسعس ليل وتنفس صبح وتجلى نهار. "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين،إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله.وتلك الأيام نداولها بين الناس،وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء،والله لا يحب الظالمين"سورة آل عمران-193-140. فوعد الله آت، علو بعد هزيمة و عز بعد ذل."إن الله لا يخلف الميعاد"صدق الله العظيم.