بعد شن رواد مختلف مواقع التواصل حملة واسعة لمقاطعة المنتوجات التونسية، دعا مستثمرون مغاربة بالخارج إلى قطع الروابط التجارية والاقتصادية مع تونس عقب ما أقدمت عليه السلطات التونسية من دعوة ل"حركة الانفصاليين البوليساريو إلى أشغال القمة الثامنة تيكاد بتصرف أحادي الجانب، وضدا على الإرادة الصريحة للشريك الياباني". ودعا بوشعيب الرامي، رئيس نادي المستثمرين المغاربة بالخارج، ضمن تصريح لهسبريس، إلى ضرورة مواصلة حملة مقاطعة المنتجات التونسية، قائلا: "نحن مع المقاطعة، وقطع جميع العلاقات الاقتصادية والتجارية"، متابعا: "الشعب التونسي يحبنا ويساندنا على الصعيد الدولي، والمشكل الحالي افتعله فقط قيس سعيد الذي أتنبأ بأن تتجدد ثورة في تونس ضد الأوضاع الحالية بالبلاد وأن يكون له نفس مصير زين العابدين بن علي". وقال رئيس نادي المستثمرين المغاربة بالخارج: "ندين ونشجب هذا التصرف والذي كما جاء في بلاغ وزارة الخارجية المغربية لن يؤثر على الروابط القوية بين البلدين، والمبنية على الأخوة بين الشعبين التونسي والمغربي"، مثمنا "جميع خطوات صاحب الجلالة محمد السادس، وذلك بتقوية الجبهة الداخلية كما جاء في خطاب 20 غشت 2022، وربطها بالقضية الوطنية العليا، وأيضا التفاعل القوي للدبلوماسية الموازية، واستثمارها في قضية الصحراء التي تعتبر منظار المغرب نحو العالم، وهذا لا يتأتى إلا باستقطاب المزيد من المستثمرين عبر العالم". وثمن المستثمرين المغاربة بالخارج أيضا "التعاطف القوي للدول التي اعتبرت غياب المغرب عن منتدى التعاون الياباني الإفريقي غيابا لإحدى ركائز إفريقيا كما جاء على لسان رئيس جزر القمر غزالي عثماني في افتتاح هذه القمة: "أود أن أعرب عن أسفنا لغياب المغرب، إحدى ركائز إفريقيا". كما تأسف الرئيس السنيغالي ماكي سال عن عدم حضور المغرب، والذي وصفه بالعضو البارز في الاتحاد الإفريقي، معربا عن أمله في إيجاد حل دائم لهذا المشكل في المستقبل، لما فيه حسن سير المنظمة وشركائها في أجواء يسودها الهدوء. كما أعربت ليبيريا عن أسفها لهذا الغياب عن النسخة الثامنة من منتدى التعاون الياباني الإفريقي ( تيكاد8)، داعية إلى تعليق أشغال هذه الدورة إلى حين تسوية المشاكل المرتبطة بالمساطر". وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد اعتبرت، في بيان لها، أن "الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل خطير غير مسبوق؛ يؤذي كثيرا مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية". وبعد اندلاع هذه الأزمة الدبلوماسية، ينتظر أن تتجه العلاقات بين البلدين نحو مسار غير متوقع مطبوع بالتوتر، خصوصا أن الواقعة تأتي بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب لهذه السنة وتأكيده على أن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء هو ما يحدد علاقات المملكة مع باقي دول العالم.