عبر مسؤولو ترانسبارانسي المغرب عن سعادتهم بالنجاح الذي عرفته القافلة الفنية "استعجال الكلام" التي نظموها في خمسة مدن مغربية في إطار حملتهم لمحاربة الرشوة والفساد المالي والحد من الإفلات من العقاب. وقالت كنزة بنجلون، مديرة القافلة، إن أهم شيء تحقق هو أن الشباب استطاعو التعبير عبر الإبداع الفني والحديث عن موضوع مجتمعي هام وهو الرشوة، وتضيف كنزة "في سيدي بنور كنا متفاجئين من التفاعل الكبير والدور الذي يمكن أن يلعبه الفن المعاصر في توعية الناس خاصة في مدن ومناطق ليس لها ارتباط وثيق بالفن، لذلك يتعين تطوير الفن كوسيلة للتعبير والاحتجاج لأن بإمكانه أن يكون مقدمة لحل المشاكل الحقيقية للمجتمع"، كما أشارت كنزة بنجلون إلى نقطة إيجابية أخرى وهي أن عددا من الجمعيات المحلية تفكر في أخذ الفكرة التي جاءت بها ترانسبارنسي خلال القافلة وتنظيم أنشطة مماثلة على مدار السنة. وأشاد علي صدقي، عضو المجلس الوطني لترانسبارنسي المغرب، بالإقبال الكبير والتفاعل الذي أظهره المواطنون مع أنشطة القافلة، خاصة أنها تحمل مضامين تظهر آثار وانعكاسات الفساد، ولأنها ظاهرة مجتمعية تهم كل المواطنين والمواطنات ، وتابع صدقي "انطلاقا من تجربة السنة الماضية كان لنا يقين من نجاح الدورة الثانية، كنا نستهدف لا مركزية أنشطة الجمعية والانفتاح على جمعيات مدن أخرى واستثمار كل الأجناس الأدبية والفنية للتنديد بالفساد وتعبئة طاقات شبابية بما يتلاءم وميولاتهم لمحاربة هاته الآفة"، وأكد صدقي أن ترانسبارنسي المغرب تصبو إلى أن تصبح القافلة تقليدا داخل الجمعية. كما سجل مركز الدعم القانوني ضد الرشوة الذي وضعته ترانسبارنسي المغرب رهن إشارة المواطنين في عين المكان في المدن الخمسة تجاوبا كبيرا، حيث قدر أشرف اليزيدي، المسؤول عن المركز، الحالات التي قدمت شكاويها وأتت لعرض قصصها بحوالي أربعين حالة، وقال اليزيدي " كان واضحا من خلال المدن التي زرناها أنه كان هناك إقبال للمواطنين لأنها المرة الأولى التي يرون فيها هذا النوع من القوافل التي تحارب الرشوة عن طريق الأنشطة الفنية، عبر المواطنون عن فرحة كبيرة وطالبوا بأن تتكرر مثل هاته المبادرات وأن تصل إلى المدن الأكثر هشاشة والتي ليست لها ثقافة لمحاربة الرشوة"، وأردف بخصوص مركز الدعم القانوني الذي كان مشرفا عليه خلال هاته القافلة: "كان التجاوب مهما، ومكننا من التعريف بالجمعية ومهمتها، بل إن المواطنين اقترحوا علينا أن تكون هناك فروع محلية للجمعية وبأن تكون لها شراكات مع الجمعيات المحلية لتأطير المواطنين وتنظيم ندوات تحسيسية تنشر الوعي القانوني بهذه الظاهرة، فالتبليغ بالأساس يطرح إشكالية بالنسبة إلى المواطنين فالعديد منهم لم يكونوا على علم بوجود مراكز تتلقى الشكايات وتراسل الجهات المختصة".