انطلقت اليوم الأحد في مدينة بنجرير الدورة الثانية للقافلة الفنية التي تنظمها ترانسبارانسي المغرب تحت عنوان " استعجال الكلام" في إطار حملتها لمحاربة الرشوة وتحسيس المواطنين بالخطر الداهم الذي تمثله هاته الظاهرة المستفحلة حيث شهد برنامج اليوم الأول الذي احتضنته ساحة الوحدة ببنكرير عروضا فنية متنوعة تناولت جميعها موضوع الرشوة وسبل توعية المواطنين وتطوير قدراتهم على التصدي لها ومتابعة المسؤولين عنها والحد من الإفلات من العقاب. افتتح البرنامج بعروض موسيقية لفرق من الدارالبيضاء، قبل أن يتم فسح المجال لعدد من العروض المتزامنة في المسرح والحلقة والموسيقى، حيث حبلت العروض التي أداها شباب محلي بالإضافة إلى الشباب القادم من العاصمة الاقتصادية للمغرب بحضور نوعي ومتابعة مهمة، إذ حاول مسرح "المحكور" إيصال رسائل واضحة إلى المواطنين من خلال عرض قصة سيدة نافذة كانت تحاول تشييد فندق فاخر وسط الدارالبيضاء وقدمت رشوة لعمدة المدينة في مقابل تسهيل الإجراءات الإدارية لذلك، ليتحول الممثلون بمشاركة جزء من الجمهور الذي تفاعل مع أطوار المسرحية بعدها لتجسيد محاكمة للمفسدين المتورطين في القضية لمعالجة إشكالية التدخل في استقلالية القضاء من خلال التعليمات الفوقية، في نفس الوقت اختارت "الحلقة" التطرق لنموذج الرشوة والمحسوبية داخل المستشفيات المغربية، إلى جانب ذلك أدى شباب بنجرير عروضا في "السلام" عبروا فيها عن رفضهم للفساد والرشوة التي تنخر المجتمع والدولة بجميع مفاصلها وطموحهم وآمالهم في تغيير الوضع القائم، قبل أن يختتم اليوم الذي نظمته ترانسبارنسي المغرب في بنجرير بعروض موسيقية اختتمت برفع شعارات من قبيل "لا للرشوة" " مامدورينش" " سطوب الرشوة "، وستستأنف القافلة برنامجها إلى غاية الثاني من الشهر الحالي حيث ستحل بمدن: آسفي،سيدي بنور، أزمور، الجديدة. الكاتب العام لترانسبارنسي المغرب عبد الصمد صدوق قال إن الهدف الأول من وراء هاته القافلة التي تنظمها ترانسبارانسي في عدد من المدن المغربية هو تعبئة الشباب لأجل محاربة الفساد والرشوة، عبر التعبيرات الفنية المتعددة، بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورة الأولى، وتابع صدوق : " يتعلق الأمر بمقاربة تنهجها ترانسبارانسي من أجل مواجهة الفساد في إطار سياسة شاملة تعتمد على التحليل، الاقتراح، والضغط المباشر على الدولة عن طريق الشباب"، وهو ما دأبنا عليه منذ تأسيسنا حيث كنا دائما نهتم بالجانب الفني كواجهة أساسية للتعبئة والتغيير".