أشاد قائد القوات الأمريكية المشتركة في إفريقيا، الجنرال ستيفان تاونسند، بقدرة المملكة المغربية على احتضان الدورة الثامنة عشرة من مناورات "الأسد الإفريقي" التي اختتمت فعالياتها أمس الخميس. وأورد المسؤول العسكري الأمريكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجيش المغربي محترف ومهني يتوفر على كفاءات عالية وموارد بشرية متمكنة"، مبرزا أن التعاون العسكري الأمريكي المغربي يتعزز سنة بعد سنة، وستكون هناك فرصة للنجاح خلال النسخة المقبلة من مناورات "الأسد الافريقي". وشدد الجنرال الأمريكي، في تصريحه، على أن تدريبات "الأسد الإفريقي" لا "تستهدف أحدا"، في إشارة إلى الجزائر التي تقوم بتمارين بالذخيرة الحية على الحدود مع المغرب. وقال الجنرال ستيفان إن التدريبات "ليست موجهة ضد بلد معين، بل تسعى إلى رفع مستوى التحضير المشترك في مواجهة تحديات مشتركة"، مشيرا إلى أن "الرهانات المطروحة داخل حلف شمال الأطلسي وفي أوكرانيا، تؤكد قيمة وجود حلفاء أقوياء وشركاء يعملون معا للدفاع عن مصالحنا المشتركة". من جانبه، قال الكولونيل ماجور عبد الحق محاسني، عن قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، إن تمارين "الأسد الإفريقي" حققت مبتغاها وعززت فرص التعاون المشترك مع الدول الشريكة، كما عززت التعاون العسكري بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمين. وشارك أكثر من 7500 عسكري من عدة بلدان، منها السنغال وتشاد والبرازيل وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة، في دورة هذا العام لمناورات "الأسد الإفريقي" التي يحتضنها المغرب سنويا منذ 2004. كما شارك مراقبون عسكريون من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الإفريقي ونحو 30 بلدا شريكا في هذا التدريب، الذي أقيم بين 6 و30 يونيو، وهو الأكبر من نوعه في القارة الإفريقية. هذه المناورات، وهي الأكبر التي تنظم سنويًا في القارة الإفريقية، جرى معظمها في المغرب، ولكن كذلك في تونسوالسنغال وغانا، وهدفها أساسا هو "تطوير مستوى التحضير وكفاءات الجيوش المشاركة وتعزيز قدرات شركائنا"، وفق الجنرال تاونسند. وتضمن برنامج "الأسد الإفريقي 2022" عدة مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية، وتمارين للتطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي، بالإضافة إلى تداريب في الإسعاف الطبي والتدخل لأغراض إنسانية. وشملت التداريب التكتيكية استخدام أنظمة المحاكاة لفائدة الفرق التي ستعمل على المروحيات المقاتلة من طراز "أباتشي"، والقيام بعمليات تحاكي الواقع واستخدام مختلف الأسلحة والأجهزة القتالية والدفاعية الموجودة على ظهر المروحيات المغربية. وتدرب أكثر من 7500 مشارك من 28 دولة وحلف شمال الأطلسي جنبًا إلى جنب، مع التركيز على تعزيز الاستعداد الميداني للقوات الأمريكية والدول الشريكة. ويشمل التدريب بعثات مشتركة، متعددة المجالات، متعددة المكونات ومتعددة الجنسيات، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين وتهيئة المسرح للوصول الاستراتيجي.