كدت فاطمة النعيمي مديرة الاتصال باللجنة العليا للمشاريع والإرث أن استضافة الدوحة لمباراة كأس السوبر الإفريقي لكرة القدم، والمقررة يوم الجمعة المقبل ، يأتي في إطار استعدادات قطر والبروفات المختلفة التي تجريها خلال الأعوام القليلة التي تسبق بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم. وكشفت النعيمي أن المباراة ، بأهميتها الكبيرة وطابعها الرسمي ، توفر فرصة نموذجية للاستعداد الجاد من عدة نواحي تنظيمية للاستفادة منها في عملية تنظيم المونديال رغم إقامتها على ملعب نادي الغرافة وهو ليس من ضمن الاستادات التي تستضيف فعاليات المونديال. وأوضحت النعيمي ، في لقاء مع وسائل الإعلام العربية والعالمية بمقر لجنة المشاريع والإرث المسؤولة عن استعدادات قطر للمونديال ، أن عام 2019 سيشهد انتهاء العمل في اثنين آخرين من الاستادات المضيفة للمونديال في إطار الخطة الموضوعة للانتهاء من معظم الاستادات قبل نهاية عام 2020 . وردا على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، عن وجود المباريات التي تستضيفها قطر من آن لآخر ومدى الاستفادة منها في الاستعدادات قبل المونديال ، قالت النعيمي : "نسعى دائما لاستضافة مثل هذه المباريات والبطولات القارية والعالمية في كرة القدم وغيرها من الرياضات للاستفادة منها في التدريب على الأمور التنظيمية المختلفة وتجربة المنشآت المختلفة وتدريب الكوادر العربية لتوفير الخبرات اللازمة بدلا من استقدام الخبرات الأجنبية". وأضافت : "حرصنا على افتتاح استاد خليفة الدولي ، أول استادات المونديال الذي تم انتهاء العمل فيه ، من خلال مباراة نهائي كأس أمير قطر ونجحنا في تجربة المنشأة نفسها والعاملين والموظفين والكوادر والكفاءات من مختلف المجالات". وأشارت : "نحرص أيضا خلال استضافاتنا على الاهتمام بجانب الإرث والاستدامة وكيفية استغلال الاستادات في أغراض متعددة. ومن ثم ، استضاف استاد خليفة يوم الجمعة الماضي حفل غنائي لأحد المطربين وشهد حضورا جماهيريا حاشدا وكانت التجربة مثمرة في تدريب الكوادر المختلفة على استضافة مثل هذه الأحداث وغيرها". وأشارت النعيمي إلى أن استضافة بطولة العالم لألعاب القوى في شتنبر المقبل سيكون في غاية الأهمية في هذا الإطار نظرا لكونها بطولة ضخمة وفي غاية الأهمية على المستويين الرياضي والجماهيري ". وعما إذا كان هناك اتجاه للتفاوض بشأن استضافة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا حال إقامتها خارج أوروبا ، قالت النعيمي : "الإجابة على هذا الأمر لدى الاتحاد القطري لكرة القدم وليست من اختصاصات اللجنة العليا للمشاريع والإرث لأن الاتحاد هو من يتولى التنسيق لاستضافة البطولات والمباريات الكبيرة مثلما هو الحال في مباراة كأس السوبر الإفريقي ومباراة كأس السوبر التونسي المقررة أول أبريل المقبل ، ودورنا يكون في التنسيق مع الاتحاد وتقديم المنشآت اللازمة لتجربتها". وكان تقرير لصحيفة "ذي ميرور" البريطانية رشح استاد خليفة ضمن عدة استادات كملاعب محتملة لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا حال إقامة المباراة خارج أوروبا في أي من السنوات المقبلة. وعن باقي الاستادات التي يسير فيها العمل حاليا استعدادا للمونديال ، أوضحت النعيمي أنه بعد افتتاح استاد خليفة في 2017 ، يدور العمل حاليا في الاستادات السبعة الأخرى حيث ينتظر أن ينتهي العمل باستاد "الوكرة" في ماي المقبل ثم يكتمل العمل في استاد "البيت" بمنطقة الخور في نهاية العام الحالي على أن يتوالى الانتهاء من معظم الاستادات الأخرى في 2020 . وأشارت النعيمي إلى أن استادات المونديال القطري راعت العديد من الأمور منها معايير الاستدامة إضافة إلى أنها تعكس الثقافة العربية حيث يستوحى شكل استاد الريان على سبيل المثال من الكثبان الرملية التي تشتهر بها المنطقة الصحراوية القريبة منه كما استوحي شكل استاد "الوكرة" لكون الوكرة مدينة بحرية ليتخذ الاستاد شكل "القارب" فيما ستوحى شكل استاد البيت من "الخيمة" وهي بيت الشعر وتظهر النقوش الإسلامية والتفاصيل العربية على استاد "المدينة التعليمية" . وأضافت أن استاد "رأس أبو عبود" شيد باستخدام ألف من حاويات الشحن وسيتم تفكيكه بالكامل عقب المونديال وتوزيع المدرجات على البلدان التي تحتاج للمساعدة في بنيتها الأساسية الرياضية". وأشارت النعيمي إلى أن جميع استادات البطولة التزمت بمعايير الفيفا حيث لا تقل سعة أي منها عن 40 ألف مقعد مع العمل على تقليص سعة بعضها بعد المونديال بما يتناسب مع احتياجات قطر في المستقبل كما تبلغ سعة استاد "لوسيل" ، الذي يستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة ، 80 ألف مقعد. وأضافت أن المناطق المحيطة بهذه الاستادات تشهد حاليا إقامة كل المرافق والخدمات التي يحتاجها القاطنون في كل من هذه المناطق. وعن الاستعدادات الأخرى للمونديال ، أكدت النعيمي أن السنوات الثلاث الباقية على المونديال ستشهد تطوير العديد من المرافق بما يخدم البطولة وتقديم استضافة تاريخية حيث ستجرى عملية توسعة لمطار "حمد" الدولي ليصبح مؤهلا لاستقبال 50 مليون زائر سنويا كما سيتم قريبا تدشين الميناء كما سيتم افتتاح العديد من الطرق بخلاف الانتهاء من العمل في مشروع "الريل". وأشارت إلى أن تدشين الميناء سيساهم في استقبال العديد من السفن التي ستستخدم كوسائل إقامة خلال المونديال ضمن الحلول المبتكرة لتوفير أماكن إقامة بدلا من بناء فنادق قد تكون بلا جدوى أو استخدام بعد المونديال. وأكدت النعيمي أن كل هذه التجهيزات كانت خططا موجودة بالفعل بغض النظر عن استضافة قطر للمونديال ولكن استضافة المونديال ساهمت في الإسراع بعملية التنفيذ لهذه الخطط وهو ما يصب في صميم استراتيجية قطر للسياحة. وأضافت أن فوائد استضافة المونديال لا تقتصر على تطوير البنية الأساسية فحسب بل تمتد للجانب البيئي ومنه إقامة مشتل اللجنة العليا للمشاريع والإرث أكبر مشتل في الشرق الأوسط لإنتاج العشب الرياضي بعدما عانت قطر في الماضي من ظاهرة التصحر كما يوجد الآن معمل أبحاث لتحسين العشب وهو الثاني من نوعه فقط في العالم بعد معمل أبحاث بريطانيا. ويوفر المشتل العشب الطبيعي لاستادات كأس العالم في قطر حيث جرى فرش أرضية استاد "الوكرة" قبل يومين تمهيدا لافتتاح كما أنتج المشتل حتى الآن أكثر من 2ر1 مليون طن من العشب علما بأن العشب المستخدم في استادات المونديال أنتج بعد دراسة 12 نوعا من العشب تناسب مناخ قطر إلى أن تم التوصل لدمج بعضها لإنتاج هذا العشب الذي يتميز بأنه يتحمل عدم الري وغياب الشمس لمدة 3 أيام كما يتسم بسهولة التعامل معه بما يضمن فرشه وصيانته بشكل سريع وهو ما يتيح تنظيم المباريات بشكل سريع ومضغوط مثلما يحدث في البطولات الكبيرة متعددة المباريات حيث أقيمت في استاد خليفة على سبيل المثال إحدى المباريات بعد 12 ساعة فقط من زراعة عشب الملعب. وأشارت النعيمي إلى أن استضافة المونديال أيضا كانت محفزا إضافية على تدارك أي مشاكل فيما يتعلق بظروف العمال وهو ما تم بالفعل كما فتح المونديال الطريق أمام العديد من المبادرات مثل معهد جسور ومبادرة "الجيل المبهر" ومبادرة "تحدي 22" وأيضا أمام تدريب عشرات الآلاف من المتطوعين حيث بلغ عدد المتطوعين لخدمة البطولة حتى الآن 250 ألف متطوع.