لاتزال تداعيات مباراة الموسم التي انقض فيها نسر الرجاء على حمامة تطوان الأحد الماضي برسم الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري المغربي للمحترفين، ترخي بضلالها على الفريقين معاً مع بداية العد العكسي لمعركة "أحد اللقب". "هسبريس الرياضية"، وبعد تحليلها البعدي لقمة الجولة 29، جردت خمس نقاط كسبها الرجاء البيضاوي، وخسرها المغرب التطواني في موقعة "الخمسة". مكتسبات الرجاء الخمسة: 1- ثقة عَرش الصّدارة لنُسور حلّقت فوق جِبال تطوان لا شك أن تربع الرجاء البيضاوي على صدارة الدوري قبل صدام أولمبيك أسفي برسم الجولة الأخيرة من الدوري، سيبث نوعاً من الثقة في قلوب النسور، مؤكداً بذلك للمشككين بأن صراع المجموعة الرجاوية عن تأشيرة الموندياليتو ليس تطفلاً، لكنه جاء عن طريق مجهودات جميع مكونات الرجاء التي تكتلت لإخراج الفريق من مرحلة الفراغ والدفع به نحو المقدمة والتي توجت بإحتلاله الصدارة قبل جولة من الختام إلى جانب المغرب التطواني مع أفضلية رجاوية. 2- البنزرتي.. جُرأة أَتَت أُكلها بدا واضحاً لكل من تابع لقاء الرجاء والمغرب التطواني، التفوق التكتيكي للتونسي فوزي البنزرتي على الإطار الوطني عزيز العامري.. دفاع متقدم، لعب على الأطراف وتنشيط هجومي، وصفة رجاوية في لقاء مصيري أطاحت الحمامة بخماسية تجرعها الشارع التطواني بطعم العلقم وعلى إيقاع الصدمة، ليقدم لاعبو الرجاء بعد أن أيقنوا بالفوز سنفونيةً من فنون "التيكي تاكا" لم تنجح في إيقافها سوى صافرة الحكم أنور جيد معتبراً إيها ضرباً من الإستخفاف بالفريق الضيف. 3- بورزوق.. "جُوكر" الخضْر استعاد الثّقة لم تستوعب فئة كبيرة من جماهير الرجاء البيضاوي التي اطلعت على التشكيلة الرسمية للرجاء أمام المغرب التطواني، سبب إقحام المدرب فوزي البنزرتي لحمزة بورزوق في التشكيل الأساسي مكان محسن ياجور، معتبرةً هذه الخطوة مغامرةً من جانب الطاقم الرجاوي، قبل أن يتبين بأنه "جوكر" المباراة التي سجل فيها الهدف الثاني برأسية بديعة صالحته مع نفسه وأعادت له الثقة والتوهج اللذين عهدهما فيه عشاق الرجاء. 4- مَداخيل قياسية لخزينة الرّجاء.. انتعشت خزينة الرجاء البيضاوي بمبلغ مالي ناهز 200 مليون سنتيم، يخص مداخيل اللقاء الذي جمع الفريق الأخضر بنظيره التطواني الذي أجري بشبابيك مغلقة، حيث بيعت أزيد من 46 ألف تذكرة خصصت منها 5 في المائة لجمهور الفريق الزائر، إلا أن العدد الإجمالي الذي تابع المباراة كان أكثر بكثير من عدد التذاكر المطبوعة. 5- ال"مُوندياليتو" بين أيدي الّرجاء بعد فوزه على المغرب التطواني، بات مصير الرجاء البيضاوي في تتويجه بلقب ومشاركته للمرة الثالثة في كأس العالم للأندية بين يديه، حيث يكفيه الفوز بأية حصة على أولمبيك آسفي دون انتظار نتيجة مباراة المغرب التطواني ونهضة بركان. مهمة الرجاء بملعب المسيرة الذي يستوجب على المسؤولين إعادة النظر في أرضيته، لن تكون سهلة أبداً أمام قرش مسفيوي يسعى بدوره إلى تحقيق الفوز من أجل ضمان البقاء في القسم الوطني الأول، وهو الذي كان دائماً وحتى في أسوأ حالاته يقف الند للند أمام أندية البيضاء. خسائر المغرب التطواني الخمسة: 1- هزّة بخمس درجات تُزعزع ثقة ال"ماط".. لا زالت الخسارة المدوية بخماسية نظيفة أمام الرجاء البيضاوي الأحد الماضي تثير الكثير من الجدل وتطرح الكثير من التساؤلات لدى الجماهير التطوانية التي لم تستسغ بعد الطريقة قبل النتيجة التي خسر بها فريقها "البطل" الذي تصدر ترتيب البطولة منذ انطلاقتها. خسارة أبدت تخلخل الثقة في تحقيق حلم العالمية الذي لا زال قائماً، سواء في تصريحات اللاعبين الذين لم يتوقعوا سيناريو مماثل لرهان النسور، وكذلك في وجه الجمهور التطواني الذي كان أول الحاضرين بمركب محمد الخامس يوم الأحد، وأول المغادرين له حسرةً على فريق أضاع هويته بالدارالبيضاء. 2- العامري.. لَعِب بالنّار فاكْتوَى! لعل أول المسؤولين عن الوجه الذي ظهر به المغرب التطواني في مواجهته أمام الرجاء البيضاوي يوم الأحد، هو المدرب عزيز العامري، الذي استهل المباراة بالخطة التي نهجها طيلة مباريات الدوري، ولم يناقش خصوصية المباراة التي كان يكفيه فيها نقطة واحدة للتتويج بطلاً للدوري والمشاركة في كأس العالم للأندية. عزيز العامري، صديق مورينهو وأنشيلوتي، ناقش المباراة بطريقة سهلت مأمورية الرجاء البيضاوي الذي استغل لاعبوه المساحات التي تركها مدافعو المغرب التطواني من أجل اختراق خطوطه الثلاثة بسهولة والوصول إلى مرمى محمد اليوسفي في خمس مناسبات. 3- مُقومات البطَل ضاعت في موْقعة "دُونور" لا أحد يستطيع إنكار أن فريق مغرب أثلتيكو تطوان بات خلال السنوات الثلاثة الأخيرة معادلة صعبة داخل منظومة البطولة الوطنية.. جمهور كبير يساند فريقه أينما حل وارتحل، ومسؤولين بذلوا مجهودات كبيرة لرفع سقف طموحات المغرب التطواني من فريق ينافس على البقاء في القسم الأول وضمان مراكز وسط سبورة الترتيب، إلى فريق ينافس على الألقاب ليدخل تاريخ الكرة الوطنية بتتويجه بطلاً لأول نسخة إحترافية للدوري المغربي قبل ثلاث سنوات. بالمقابل، من تابع الطريقة التي ظهر بها المغرب التطواني في مباراته أمام الرجاء دون معرفة وضعيته في الترتيب العام، أقر بأن كتيبة العامري مفتقدة تماما لشخصية البطل ومقوماته عكس الدورات الماضية، مشككاً في قدرة الحمامة البيضاء على الدفاع عن صورة الكرة المغربية أمام عمالقة الكرة العالمية في حال توج باللقب وشارك في المونديال. 4- جُمهور ال"لاّمْبِيكا".. فورة غضب لن يُطفئها سوى اللّقب لم تستسغ الجماهير التطوانية، سواء التي رافقت فريقها إلى مدينة الدارالبيضاء، أم تلك التي لم يسعفها الحظ والوقت لإقتناء تذكرة، الطريقة التي انهزم بها المغرب التطواني أمام الرجاء البيضاوي، في لقاء انتظر منه معمري "اللامبيكا" تأكيد أحقية الماط بلقب هذا الموسم للتحليق في سماء العالمية. جماهير جعلها الغضب تصف ما وقع باستهتار من مكونات النادي بمشاعرهم في غياب ردة فعل من الطاقم التقني تجاه المد الرجاوي، فيما آثرت أخرى تناسي وقع الهزيمة والتجند من أجل تعبئة الغاضبين لمساندة النادي في مباراته الأخيرة أمام نهضة بركان، لعل الحظ يكون لجانب الحمامة في "أحد اللقب". 5- عالمِيّة الحَمامة رهينة بتعثّر النّسُور بعد أن كان أجدر بحسم اللقب لصالحه قبل دورات من نهاية الدوري المغربي للمحترفين، أضاع المغرب التطواني مجموعة من النقاط في الثلث الأخير من البطولة كانت ستعفيه من شقاء الحسابات الضيقة في آخر مشاهد مسلسل النسخة الثالثة من الدوري الاحترافي. وعلى بعد تسعون دقيقة من التعرف على هوية البطل، بات المغرب التطواني عقب الخماسية التي تلقاها بالبيضاء، مطالباً بالفوز على النهضة البركانية وانتظار تعثر الرجاء البيضاوي أمام أولمبيك آسفي للتحليق في سماء العالمية، أما في حالة انهزام النسور بملعب المسيرة، فتعادل الماط أمام ممثل الجهة الشرقية كفيل بتتويجه بطلاً للدوري.