على أرضية ملعب "فيليكس هوفويت بوانيي" بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، دافع لاعبو المنتخب الوطني المغربي على تذكرة العبور إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، فسطع "نجم" المجموعة ككل بقيادة الناخب الوطني هيرفي رونار، وكل عنصر أدى واجبه على أكمل وجه من أجل إسعاد شعب مغربي، قضى ليلة "حمراء وخضراء" بألوان الوطن، ابتهاجا بتأهل غاب لأزيد من 19 سنة. منير المحمدي "الهادئ" في عرف كرة القدم، يشكل حارس المرمى دورا "جوهريا" داخل الفريق. صفة تنطبق بشكل كبير على حارس عرين "الأسود"، الذي أثبث مما لا يدع مجالا للشك أنه عريس تصفيات "مونديال 2018"، محافظا على نظافة شباكه طيلة المباريات التي خاضها "الأسود"، ليستحق بجدارة قيادة أقوى خطوط الدفاع في كل المنتخبات المشاركة. ظل المحمدي هادئا يبعث على الطمأنينة لزملائه، حتى تحت ضغط مباراة "حاسمة" كتلك التي خاضتها العناصر الوطنية، مساء أمس. مهدي بنعطية.."الكابيتانو" القائد قد يكون من المجحف في حق "العميد" مهدي بنعطية أن نعتبر هدفه خلال مباراة الأمس ثأريا على هفوة دور ربع نهائي "كان الغابون" أمام المنتخب المصري، فبالرغم من كل ما قيل عن مردود مدافع يوفنتوس الإيطالي خلال سنواته الطويلة رفقة "الأسود"، إلا أن التسعين دقيقة التي خاضها أمام الكوت ديفوار، أمس، كانت لتختزل "المعدن" النفيس لعميد المنتخب. اتصال ملك البلاد له بعد نهاية المباراة، أفضل تنقيط لصاحب هدف التأهل إلى روسيا. غانم سايس.. صخرة الدفاع يستحق أن يلعب في أكبر الأندية الأوروبية. عبارة ترددت كثيرا لدى جل من تابع مردود غانم سايس رفقة المنتخب أمام الكوت ديفوار، حيث أبان عن نضج تكتيكي عالي في قلب دفاع "الأسود". حافظ على تركيزه وتدخل في الأوقات المناسبة لإبعاد الضغط عن مرمى الحارس منير المحمدي، تاركا المجال لباقي زملائه من أجل تنظيم الخطوط وبناء الهجمات المنظمة، مع العلم، أن سايس لا يشغل مركز قلب الدفاع رفقة فريقه ولفرهامبتون الانجليزي، إلا أنه يؤدي الدور المنوط به على أكمل وجه رفقة المنتخب الوطني. نبيل درار.. المقاتل الرائع هي ثلاث لقطات تختزل ظهور نبيل درار في مباراة "الحسم" أمام الكوت ديفوار. عرضيته الساحرة التي وجدت لها طريقا لمرمى الحارس سيلفان غبوهو ومنحت المنتخب الوطني المغربي جرعة ثقة أكبر خلال المباراة، اشتباكه مع المهاجم الإيفواري وبجيلفريد زاها الذي أبان معالم "الغرينتا" و"القتالية" لدى اللاعب في المواجهة المباشرة مع مهاجم كريستال بالاص الإنجليزي وأخيرا تصريحه لوسائل الإعلام الوطنية عقب نهاية المباراة، الذي أذرف خلاله دموعا عفوية انتشاءا بتأهل المنتخب الوطني. مشوار درار مع المنتخب، المليء بالمطبات، توج أخيرا بتأهل تاريخي إلى "المونديال". أشرف حكيمي.."الشبل" الناضج أصغرهم سنا، لكنه سخي العطاء. أدى أشرف حكيمي دوره الدفاعي بالشكل المطلوب عبر الجهة اليسرى، فلم يجازف بشكل كبير في الشق الهجومي، مكتفيا باتباع خطة الناخب الوطني هيرفي رونار، إلا أن "شبل" ريال مدريد الإسباني، ظهر بعلو كعب خلال أحد الطلعات والمرتدات الهجومية في الشوط الثاني. كريم الأحمدي، امبارك بوصوفة ويونس بلهندة "تيرموميتر" خط الوسط الذي حسم "معركة" أبيدجان لصالح النخبة الوطنية، إذ ظل الثلاثي وفيا لعاداته طيلة مشوار التصفيات، وأظهروا مما لا يدع مجالا للشك أنهم اكتسبوا ما يكفي من التجربة لقيادة المنتخب الوطني نحو "مونديال روسيا"، بين أناقة بوصوفة وهو يحصر الكرة، قتالية الأحمدي في افتكاكها وقوة بلهندة البدنية في الحفاظ عليها، تجسد الانسجام الذي بحث عنه الناخب الوطني في أهم مراكز الربط بين الدفاع والهجوم. حكيم زياش.. المبدع الرسام داخل تشكيلة "المحاربين" لا بد من فنان مبدع في مداعبة الكرة، فكان حكيم زياش الأجدر بحمل هذه الصفة خلال مباراة الأمس، حيث كان مهندس الهدف الأول بتمريرته للمدافع نبيل درار التي جاء عبرها الهدف الأول، ثم ساهم في الحصول على ضربة الركنية التي جاء عبرها الهدف الثاني، بعد أن ضربة خطأ نفذها بطريقة "مخادعة" للحارس الإيفواري. باقي مؤدى زياش التقني كان رائعا في كل كرة يلمسها، إذ تميزت جل تمريراته بالذقة العالية، كأننا به يضعها بيده في المكان الذي يرغب فيه! نور الدين أمرابط.. المقاتل الأمين في حدود الدقيقة 36 من المباراة، وأمام "الصخرة" الإيفوارية سيرج أوريي، احتفظ بالكرة أمام اندفاع كبير واستمات من أجل الحصول على ضربة خطأ. صورة من بين أخرى تميز بها نور الدين أمرابط خلال مواجهة الكوت ديفوار، أظهر فيها اللاعب أنه مستعد للتضخية داخل أرضية الميدان من أجل نيل المطلب. رسالة ترجمها لاعب ليغانيس الإسباني بجرأة، فتفوق بدنيا على دفاعات "الفيلة" لينال الإشادة بمردوده خلال المباراة. بوطيب "كابوس" الدفاع الإيفواري لم يسجل خلال مباراة الأمس، لكن المتتبع للمباراة سيسجل أن خالد بوطيب لعب دورا هاما داخل تشكيلة "الأسود"، حيث ظل يشاكس بتحركاته في قلب دفاع المنتخب "الإيفواري"، تاركا المجال لباقي زملاءه من أجل خلق الخطورة على المرمى، كما تجلى ذلك خلال الهدف الأول، حيث ارتقى من أحل قطع عرضية نبيل درار، مما أربك الحارس الإيفواري مع ارتطام الكرة بالأرض وشقت طريقها نحوى المرمى. بالإضافة إلى الأدوار الهجومية، تدخل بوطيب لإنقاذ مرمى المنتخب الوطني من هدف تعادل كاد أن يعيد الحسابات لنقطة الصفر، حيث أبعد الكرة أمام مرمى الحارس منير المحمدي، في حدود الدقيقة 26 من زمن الشوط الأول.