ستَتّجه أنظار المتتبّعين الكرويين المغاربة، عصر اليوم الخميس، إلى مركب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، الذي سيكون مسرحا لمباراة ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس العرش بين الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، بذكريات أزيد من نصف قرن من المواجهات التي ميّزت "كلاسيكو" أغلى الكؤوس المحلية. بداية قصّة "كلاسيكو" الجيش والرجاء في منافسات كأس العرش، تعود بنا لأوّل اصطدام بين الطرفين، خلال نسخة موسم 1962/1963، حين التقى الفريقان في محطّة دور ربع النهائي، حيث آلت نتيجة المباراة لصالح الفريق "العسكري" بهدف مقابل لا شيء، إلا أن مسيرة الأخير توقّفت في دور النصف أمام حسنية أكادير، الذي خسر بدوره المباراة النهائية أمام الكوكب المراكشي البطل. عاد الرجاء ليثأر من الهزيمة الأولى أمام الجيش، سنة بعد ذلك، حيث التقى الفريقان مجدّدا في الدور ذاته، إلا أن الفريق "الأخضر" بلغ دور نصف النهائي بعد انتصاره بثنائية نظيفة، ليتوقّف مساره أمام غريمه التقليدي الوداد البيضاوي، الأخير الذي استسلم في المباراة النهائية لهيمنة الكوكب المراكشي على اللقب للمرة الثانية على التوالي. طال الانتظار، ليتجدّد لقاء "الكلاسيكو" مع الكأس الفضية، حيث شهد موسم 1985/1986 هيمنة ممثّل العاصمة الإدارية على لقاء ثمن نهائي أمام الرجاء، وحسمه زملاء عبد الرزاق خيري لصالحهم بثنائية نظيفة، في طريقهم للتويج باللقب، خلال نهائي سنة 1986، الذي حسم بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي. فصل متجدّد، ذلك الذي جمع الفريقين موسم 1989/1990، حيث كانت تفاصيله قاسية على الفريق "الأخضر" هذه المرّة، إذ انهزم الأخير برباعية نظيفة في دور ربع نهائي المسابقة، معبّدا الطريق أمام الجيش لبلوغ المباراة النهائية، التي جمعته بفريق الأولمبيك البيضاوي، وآل لقب كأس العرش للأخير، بعد اللجوء إلى ضربات الترجيح. ملعب الحسن الثاني في العاصمة العلمية فاس، كان شاهدا ذات يوم من أبريل 1996، على أوّل مباراة نهائية في مسابقة كأس العرش تجمع الجيش الملكي بالرجاء البيضاوي، الأخير المنتشي حينها بخماسيته الشهيرة أمام الغريم الوداد في دور ربع النهائي، وبحلّة جديدة بعد اندماجه مع الأولمبيك البيضاوي، واجه خصما عنيدا بقيادة الثنائي عبد السلام لغريسي وعبد الكريم الحضريوي، إلا أن عبد اللطيف جريندو أبى إلا أن يترك بصمته على النهائي، بتوقيعه على هدف حاسم لصالح "الأخضر"، في حدود الدقيقة 119، في وقت كان يعتقد الجميع أن النهائي سيحسم عبر ضربات الترجيح.. لقب الرجاء فتح الباب آنذاك أمام اكتساح "أخضر" محليا بالتتويج بستة ألقاب دوري متتالية وقاريا بعد انتزاع لقبي 1997و1999. عاد الرجاء لمعانقة لقبه الخامس في منافسات كأس العرش، بعد تفوّقه في المباراة النهائية لسنة 2002، أمام فريق المغرب الفاسي، بثنائية نظيفة، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، حيث أزاح في طريقه إلى ذلك فريق الجيش الملكي، عند محطّة نصف النهائي بهدفين مقابل هدف واحد. صفحة أخرى من تاريخ "الكلاسيكو" خُطّت بمداد من الفضّة، خلال 18 نونبر 2012، حين التقى الرجاء والجيش الملكي في نهائي النسخة 56 من مسابقة كأس العرش، مباراة لم تبح بأسرارها لا في الوقت الأصلي ولا عند الشوطين الإضافيين، ليحصد الرجاء لقبه السابع، بعد احتكام الفريقين لضربات الترجيح. قبل ثلاث سنوات، كانت آخر مباراة جمعت فريق الرجاء البيضاوي بالجيش الملكي، على مستوى كأس العرش، باعتماد النظام الجديد لمسابقة كأس العرش، حيث حسم "العساكر" التأهل إلى دور ربع النهائي، بعد الانتصار بأربعة أهداف مقابل هدفين في مجموع المباراتين.