يوجد الوداد البيضاوي والفتح الرباطي أمام فرصة للتصالح مع التاريخ ودخوله من أوسع أبوابه، في حال تمكنا من تجاوز دور النصف النهائي وبلوغ المباراة الختامية لمنافستي العصبة وكأس الكاف، الأمر الذي سيكون سابقة في تاريخ الكرة المغربية، علماً أن الفريقان نفسهما كانا قريبين من تحقيق هذا الأمر العام الماضي، عندما غادرا المنافستين من دور النصف بشكل دراماتيكي، كان بالإمكان تفاديه بقليل من الحنكة التقنية والحظ. الوداد و ال USMA.. مُباراة إثبات الذّات يوجد الوداد البيضاوي في كفة متوازنة مع خصمه، اتحاد العاصمة الجزائري، في المباراة التي ستجمعهما الجمعة المقبل عن ذهاب الدور النصف النهائي من منافسات دوري أبطال إفريقيا، حيث يتمتع الفريقان بمستوى تقني متقارب جداً، ما يجعل من مسألة ترجيح كفة نادي على حساب الآخر في الموجهة المذكورة أمراً صعباً. وبصم نادي اتحاد العاصمة على مشوار جيد طيلة الأدوار السابقة من البطولة القارية، ووقف نداً لأعتد الأندية كما تمكن من التفوق على فرق قوية على غرار الزمالك المصري في دور المجموعات عندما تعادل معه ذهباً بهدف لمثله قبل أن يفوز عليه في لقاء العودة بهدفين نظيفين، في مردود تقني عام قريب جداً من ذلك الذي ظهر به الوداد هو الآخر في مختلف أدوار المنافسة. وستصطدم رغبتا الفريقين معاً في الثأر من عثرات الماضي، حيث يسعى اتحاد العاصمة لتعويض فشله في حمل كأس العصبة لأول مرة في تاريخه قبل عامين عندما استسلم في نهائي المسابقة أمام تي بي مازمبي الكونغولي، فيما يلازم نفس الطموح مكونات الوداد البيضاوي التي ما زالت لم تستسغ الخروج الدراماتيكي لفريق الأحمر من نصف نهائي البطولة الموسم الماضي على يد الزمالك المصري، في مباراة لن ينساها الشارع العربي سريعاً. الفتح.. "المتمرّد" في موَاجهة طاغوت مازمبي يدخل الفتح الرباطي مباراته أمام توبويسون مازيمبي الكونغولي، بشعار "نكون أو لا نكون" للعب حظوظه كاملةً في مواصلة مغامرته الإفريقية والانتقام لخروجه العام الماضي من المنافسة من دور النصف نفسه، لتجهض أحلامه في معانقة كأس الكاف لثاني مرة في تاريخه بعد كأس 2010. الفتح الرباطي الذي بات صداعاً في رأس عمالقة القارة، سيكون أمام فرصة للقضاء على غرور تي.بي مازمبي بعد صفعة الوداد البيضاوي العام الماضي في منافسات "العصبة"، رغم الصعوبات التي تواجه الأندية الخصمة للفريق الكونغولي في لومومباشي، نظراً للحضوة والسلطة اللتين يتمتع بهما سياسياً ورياضياً. الفتح الرباطي متحرر نسبياً من عقدة مواجهة تي.بي مازمبي الذي سبق لاقاه في ثلاث مناسبات، أولها في 2011 في منافسة كأس السوبر الإفريقية حيث صمد أبناء عموتة آنذاك وأنهوا المباراة بالتعادل السلبي قبل أن يخسروا الكأس بضربات الترجيح، ثم في 2013 عن دور المجموعات من منافسات كأس الكاف، عندما خسر أمامه ذهاباً بثلاثية نظيفة قبل أن يفوز عليه إياباً بهدفين دون مقابل.