بعد أقل من عشر أيام على إعادة افتتاح مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، كثر اللغط وطالت الانتقادات الشركة المكلفة بتدبير المعلمة الرياضية، حيث توجهت أصابع الاتهام نحو شركة " Casa Events et Animation"، على ضوء الاختلالات التنظيمية التي رافقت مباراة الوداد البيضاوي والجيش الملكي، ثم الفوضى التي عاشتها عملية بيع تذاكر مباراة الرجاء والفتح، بعد يومين. نقلنا تساؤلات الشارع البيضاوي المغربي إلى محمد الجواهري، مدير شركة الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات، حيث خص "هسبورت" بحوار مطول، كشف من خلاله عدة جوانب متعلقة بتدبير مركب محمد الخامس، مسلطا الضوء في ذات الآن على الجوانب التي تؤرق بال الرأي العام الوطني. - أزيد من أسبوع مرّ على إعادة افتتاح ملعب محمد الخامس في حلته الجديدة، كيف قمتم بتدبير ذلك؟ تزامن إفتتاح ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء مع موعد مبارتين هامتين في البطولة المغربية، في ظرف أقل من 48 ساعة، وبالأخص "الكلاسيكو" التقليدي الذي جمع الوداد البيضاوي بضيفه الجيش الملكي، حيث قامت الشركتان المكلفتان بالتهيئة والتدبير ببذل جهود كبيرة من أجل تجاوز الهفوات التقنية والتنظيمية التي سجلت خلال هذه المباراة، وتم تداركها خلال المباراة الثانية. اليوم، خلصنا إلى أنه تجاوزنا المرحلة الأصعب، حيث وجب أن نشير إلا أن الجماهير البيضاوية ساعدتنا بشكل كبير من أجل تصحيح الأعطاب، حيث بدأت الأخيرة في التأقلم بشكل كبير مع المتغيرات الجديدة التي طرأت على الملعب. - وجدت شركة "كازا إيفنت" صعوبات في تدبير عملية بيع تذاكر المباريات، التي كانت تتكلف بها سابقا الأندية؟ (مقاطعا) لم نرفض أن نمنح للأندية تدبير بيع التذاكر، وإنما نسعى من خلال ما نقوم به إلى توفير ظروف عادية للعملية وتجاوز معضلة السوق السوداء. شركة "كازا إيفنت" تتكلف بتدبير عملية بيع التذاكر، حيث تقوم بذلك عبر نقط البيع الموجودة في مركب محمد الخامس، إذ تكون متوفرة إلى غاية نفاذ الطلب عليها، وذلك تجلى على أرض الواقع ليلة مباراة الرجاء والفتح الرباطي، حيث ظلت عملية البيع مستمرة إلى ساعات متأخرة من الليل، قبل أن ننقل المبيعات إلى مركب الرجاء صبيحة المباراة، لنلاحظ بعدها أن الإقبال كان أكثر على نقط بيع المحيطة بالمركب. نركز خلال تدبيرنا لهذه العملية، إلى تمكين الراغبين في الحصول على تذاكر، من إقتنائها بسلاسة عبر الشبابيك المخصصة لذلك، ومنه تفادي الحصول على تذاكر معروضة عبر جنبات الملعب، حيث تكون الأخيرة مفبركة وغير صالحة للولوج عبر البوابة الالكترونية. بتنسيق مع الأندية، نتجنب عملية بيع التذاكر خلال يوم المباراة، حيث نمكن السلطات الأمنية من تدبير إجراءاتها خارج محيط الملعب، حيث كنا في السابق نصطدم بأشخاص غير متوفرين على التذكرة بجنباته. - تم تداول هاشتاغ على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. أين 22 مليار؟ كما توصلتم به عبر جريدتكم، كان هناك بلاغ صادر عن ولاية الدارالبيضاء-سطات، يوضح بشكل دقيق الكلفة الحقيقة للشطر الأول المخصص لتأهيل مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. الميزانية التي رصدت لمشروع تأهيل المركب تبلغ قيمتها 22 مليار سنتيم، مبرمجة عبر شطرين، الشطر الأول الذي كلف عشر ملايير سنتيم، والذي شمل الأوراش التي تم افتتاحها مؤخرا، متمثلة في تهيئة المدرجات، ليس فقط على مستوى الكراسي، ولكن حتى عملية التبليط التي اكتست أهمية كبرى لما كان تعيشه الأخيرة من وضع صعب، بالإضافة إلى الشاشتين الالكترونيتين والأبواب الالكترونية، دون أن ننسى كاميرات المراقبة. أما ميزانية 12 مليار التي يشملها الشطر الثاني، فسيتم صرفها في الجوانب المتعلقة بالإنارة، والمحيط الخارجي للمركب، والمسبح الموجود تحت المدرجات، وكذا مركز الإيواء، والمطعم.. - هل نستخلص من كلامكم أن مركب محمد الخامس سيصبح معلمة "رياضية" بامتياز بعد نهاية الشطر الثاني من الأشغال؟ هدفنا من خلال الشطر الثاني من الأشغال أن نجعل من ملعب محمد الخامس معلمة منفتحة على محيطها الخارجي، وتغيير تلك الصورة النمطية التي يحتفظ بها البعض على أن المركب يعد نقطة سوداء، حيث نطمح أن يصبح الأخير قبلة للعائلات البيضاوية حتى خارج أوقات إجراء المباريات، ويعيش حياة أخرى غير تلك المحدودة في نمط كروي محض مرة كل أسبوع. - حتى الجانب الإعلامي نال نصيبه من الانتقادات الموجهة لكم كشركة.. هل فشلتم في تدبير هذه المهمة؟ الحكم بالفشل سيكون قاسيا شيئا ما.. أريد أن أوضح أن لائحة اعتمادات الصحفيين لتغطية مباريات الرجاء والوداد، تكون مرسلة من قبل الناديين، وشركتنا لا تتكلف إلا بالجوانب اللوجستيكية، المتمثلة في إعداد بطائق الخاصة بالإعلاميات والإعلاميين المعتمدين. ما حدث من مؤاخدات من الجسم الإعلامي، جاء نتيجة ما حصل خلال مباراة الوداد البيضاوي أمام الجيش الملكي، حيث عرفت عملية منح الاعتمادات بعض الصعوبات، نظرا للاكتظاظ الذي حصل حينها والمساطر التي كان لابد من اتباعها مع أول عملية. - هل ستساهم "كاميرات" المراقبة المتبثة في جنبات الملعب من الحد من آفة الشغب؟ اتخذت جميع التدابير من قبل السلطات الأمنية، بالاستعانة بالتجهيزات اللوجستيكة الحديثة، حيث قمنا بتثبت أزيد من 90 كاميرا بأحدث التقنيات، التي تمكننا من تتبع كل متفرج ولج جنبات المركب بصفة دقيقة، وفي هذا الصدد قمنا بتخصيص مركز تتبع ومراقبة داخل الملعب مرتبط بصفة مباشرة مع ولاية أمن الدارالبيضاء، الأخيرة التي تقوم بتدابير التعرف عبر الملامح لتتبع تحركات الأشخاص المشتبه في تورطهم بأعمال تخريبية. - ظهرتم في واجهة الحدث خلال الأسابيع القليلة الماضية، وطالتكم عديد الانتقادات.. ما هي رسالتكم للرأي العام المغربي؟ أشكر جميع متتبعي مركب محمد الخامس من أنصار فريقي الرجاء والوداد البيضاويين، فهناك منهم من وجه انتقادات إيجابية وبناءة كما أن هناك من انتقد عبر منطلقات سلبية.. المهم أن هناك اهتمام كبير بالمعلمة، حيث نتمنى أن يتحول ذلك إلى إقبال متزايد على المركب، ووجب التحلي بروح من المسؤولية والاعتناء بهذه القبلة الرياضية. مركب محمد الخامس هو مركب البيضاويين والمغاربة، فالأخير يشهد على تاريخ مشرق للمنتخب الوطني. اليوم، مسؤوليتنا الدفاع والاعتناء بهذه المعلمة التاريخية التي وفرنا لها بعض آليات الحداثة لتضاهي الأوراش الرياضية الحديثة.. وأنا متأكد أن الأمل في المستقبل.