تستهل الأندية العربية المشاركة في دور المجموعتين ببطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم مسيرتها في هذا الدور، والأمل يحدوها في تحقيق بداية مميزة، حتى تسهل من مهمتها في بقية مشوارها بالمسابقة. ورغم خروج العديد من القوى العربية الكبرى في القارة السمراء مثل الأهلي المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمسابقة برصيد ثماني مرات، والترجي والصفاقسي التونسيين والرجاء البيضاوي المغربي، إلا أن هذه النسخة من البطولة شهدت الحضور العربي الأكبر في دور الثمانية منذ عام 2007، بتأهل سبعة أندية عربية مقابل فريق واحد فقط من خارج الوطن العربي. كما كانت الكرة الجزائرية على موعد مع التاريخ بعدما باتت أول دولة يمثلها ثلاثة أندية في مرحلة المجموعات للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، بتأهل وفاق سطيف (حامل اللقب) واتحاد الجزائر ومولودية شباب العلمة، حيث أوقعتهم القرعة في مجموعة واحدة بجانب المريخ السوداني. ويشهد دور الثمانية أيضا مشاركة ناديي سموحة المصري والمغرب التطواني المغربي للمرة الأولى في تاريخهما، حيث يلعبان في المجموعة الأولى بجانب ناديي الهلال السوداني وتي بي مازيمبي بطل الكونغو الديمقراطية. وتعد مباراة وفاق سطيف مع مواطنه وضيفه اتحاد الجزائر السبت في المجموعة الثانية أبرز مباريات الجولة الأولى، في ظل السخونة التي تتسم بها مباريات الفريقين دائما. ويأمل سطيف في حصد نقاط المباراة الثلاث من أجل التأكيد على عزمه القوي للحفاظ على لقب البطولة الذي أحرزه في العام الماضي، ولكن مهمته لن تكون سهلة أمام اتحاد الجزائر، الساعي بقوة للمضي قدما في المسابقة. ويرغب الوفاق في مواصلة تفوقه على الاتحاد بعدما فاز 3 - 2 في مباراتهما الأخيرة بالدوري الجزائري يوم 20 كانون ثان/ يناير الماضي، وذلك عقب تعادلهما 1-1 في مرحلة الذهاب بالبطولة المحلية يوم 16 آب/أغسطس الماضي. واعتبر خير الدين ماضوي مدرب وفاق سطيف أن مواجهة اتحاد الجزائر بمثابة "مفتاح الموسم الجديد". وقال ماضوي في مؤتمر صحفي عقده الاربعاء: "الفوز في المباراة الرسمية الأولى بالموسم الجديد في أي منافسة كانت، له تأثير مهم على الجانب النفسي وبإمكانه أن يكسب اللاعبين الثقة في بقية المشوار في الدوري المحلي أو في دوري أبطال أفريقيا". وقلل مدرب الوفاق من تأثير رحيل العديد من لاعبي الفريق خاصة على مستوى خط الدفاع، عقب رحيل عبد الغني دمو الذي انضم لمولودية الجزائر، والقائد فريد ملولي، الذي التحق بالقادسية السعودية، ومحمد لقرع الذي فضل التوقيع لنادي شبيبة الساورة الجزائري، حيث أكد أن فريقه معتاد على مثل هذه الظروف، وسيتعود عليها مرة أخرى. وفي المجموعة ذاتها، يحل مولودية شباب العلمة ضيفا على المريخ السوداني في أم درمان، في الظهور الأول للفريق الجزائري بمرحلة المجموعات، بعدما فجر مفاجأة كبرى بإقصائه للنادي الصفاقسي في دور الستة عشر بالبطولة. ويحلم مولودية العلمة، الذي هبط لدوري الدرجة الثانية بالدوري الجزائري في الموسم الماضي، بتكرار الإنجاز الذي حققه وفاق سطيف، عندما توج بلقبه الأفريقي الأول عام 1988 رغم هبوطه للدرجة الثانية آنذاك. في المقابل، يتطلع المريخ لاستغلال مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له، للفوز بنقاط المباراة، خاصة في ظل الخبرة التي يتمتع بها لاعبوه في التعامل مع مثل هذه المباريات الجماهيرية الهامة، مقارنة بأقرانهم في الفريق الجزائري. وفي المجموعة الأولى، يحل الهلال، الممثل الثاني للكرة السودانية في دوري المجموعات، ضيفا على مازيمبي، في تكرار لمواجهة الفريقين بمرحلة المجموعات العام الماضي. وتبدو مهمة الفريق السوداني صعبة للغاية، بالنظر إلى المؤازرة الجماهيرية الكبيرة المتوقعة لمازيمبي، الذي ترغب جماهيره في التتويج باللقب للمرة الخامسة في تاريخ النادي الكونغولي. وما يضاعف من صعوبة مهمة الهلال هو إقامة المباراة خلال فترة الصيام، بعدما قرر مسؤولو الفريق الكونغولي إقامة اللقاء في فترة الظهيرة. وكان الفريقان تبادلا الفوز خلال مباراتيهما في نسخة البطولة الماضية، حيث فاز الهلال بهدف نظيف بالسودان، قبل أن يرد مازيمبي بالفوز 3 - 1 في معقله بمدينة لومومباشي بمرحلة الإياب. وفي مدينة الإسكندرية المصرية، يستضيف سموحة فريق المغرب التطواني في مواجهة متكافئة يصعب التكهن بنتيجتها. ويطمح كلا الفريقين إلى مواصلة مفاجآته بالمسابقة بعدما أطاحا بالعديد من الفرق الكبرى خلال مشوارهما نحو دور المجموعتين. وبينما فجر المغرب التطواني مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبه على الأهلي في دور الستة عشر بركلات الترجيح، فإن سموحة أقصى أنييمبا النيجيري، بطل المسابقة عامي 2003 و2004، في دور ال32، قبل أن يطيح بليوبار الكونغولي، بطل الكونفدرالية عام 2012، في دور الستة عشر. وتعززت صفوف الفريق المغربي قبل المباراة بعودة لاعبيه الدوليين أحمد جحوح وعبد العظيم خضروف وأنس المرابط ويوسف بوشتة، الذين شاركوا في مع المنتخب المغربي المحلي في مباراتي تونس وليبيا بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية للمحليين. وستكون هذه المباراة هي الأخيرة للهداف المخضرم محسن ياجور مع الفريق قبل انضمامه إلى صفوف فريق قطر القطري في الموسم الجديد. وربما يقود زهير نعيم هجوم المغرب التطواني في المباراة عقب تعافيه من الإصابة بكسر في اليد أبعده عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة. من جانبه، يرغب سموحة في استعادة اتزانه مرة أخرى بعدما اهتزت نتائجه مؤخرا في الدوري المصري، لاسيما بعدما تلقى خسارة مفاجئة صفر - 1 أمام ضيفه الرجاء الثلاثاء. واكتفى الفريق السكندري بتحقيق فوز واحد فقط في مبارياته الأربع الأخيرة بالمسابقة المحلية، ليقبع في المركز الحادي عشر بترتيب البطولة حاليا.