قررت النيابة المصرية الإفراج عن 18 من رابطة مشجعي نادي الزمالك بعد احتجازهم بتهمة المشاركة في أحداث الشغب التي وقعت الأحد الماضي بمحيط ملعب "الدفاع الجوي" بالعاصمة المصرية، مما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا. وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) اليوم أن نيابة شرق القاهرة أخلت مساء أمس سبيل 18 من مشجعى نادي الزمالك، بكفالة 200 جنيه (نحو 26 دولارا). وكانت النيابة قد أمرت بالتحفظ على ال18 إلى جانب 3 أشخاص آخرين بعد اعتقالهم عقب الأحداث مباشرة الأحد الماضي. وأطلقت النيابة الليلة الماضية سراح طبيب ومفتش تابع لوزارة الصحة وهما متهمان أيضا في نفس القضية، إلا أنها تواصل التحقيقات مع ثلاثة أشخاص آخرين. وكان المتهمون قد اعتقلوا في نفس يوم المواجهات، ووجهت لهم النيابة تهم تكدير الأمن العام والاعتداء على قوات الأمن ومحاولة اقتحام ملعب "الدفاع الجوي" وإتلاف المنشآت العامة وحرق سيارات الشرطة وقطع الطريق والتحريض على العنف. وكانت الاشتباكات قد وقعت مساء الأحد بين قوات الأمن وبعض مشجعي "وايت نايتس" قبل بداية المباراة التي جمعت هذا الفريق بإنبي في إطار بطولة الدوري المحلي، مما أسفر عن مقتل 19 شخصا، بحسب بيانات وزارة الصحة المصرية، بينما رفعت النيابة العامة عدد القتلى إلى 22 شخصا. وبحسب وزارة الداخلية، اضطرت الشرطة للتدخل لتجنب إضرار الجماهير بالممتلكات العامة بعد إحراقهم لمركبتين رسميتين ومحاولتهم اقتحام الاستاد عنوة ودون حيازة تذاكر دخول، والتي اقتصرت على عشرة آلاف شخص. بينما أدانت رابطة "وايت نايتس"، كما يطلق على "ألتراس الزمالك"، وضع السلطات لأقفاص من الأسلاك الشائكة عند مداخل الملعب، وإطلاقها للغاز المسيل للدموع، مما تسبب في حالات إغماء واختناق بين صفوف المشجعين. وإزاء تضارب الآراء، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإجراء تحقيق كامل حول ملابسات ما حدث. ولا تعد الاشتباكات بين روابط الألتراس وقوات الأمن جديدة في مصر، إلا أن أحداث الأحد الماضي كانت الأسوأ منذ مقتل 72 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين في أحداث شغب وقعت في الأول من فبراير/شباط 2012 في ملعب بورسعيد بين مشجعي الفريق المحلي (المصري) والنادي الأهلي القاهري، ما جعل السلطات تحظر دخول الجماهير للملاعب لفترات طويلة.