تفاعل فايسبكيون مغاربة بشكل غير غادي مع قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الصادر أمس، والقاضي بإقصاء المنتخب المغربي من المشاركة في نهائيات النسخة الثلاثين من كأس أمم إفريقيا، معبرين عن مواقفهم وردود أفعالهم تجاه هذا القرار في تعليقاتهم على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي. واعتبر بعض قراء "هسبريس" الإخبارية قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم منطقياً ومنتظراً، مثمنين تشبث المغرب بقراره دون التأثر بوعيد الكاف حمايةً لصحة المواطن المغربي، حيث جاء في إحدى التعليقات "المغاربة لا يخشون العقوبات ولا يهمهم الإقصاء، فعلاً أثبتم للعالم مدى تقديركم لصحة الشعب". وعبر البعض الآخر عن تذمره من قرار الكاف، خصوصاً وأن المغرب لم ينسحب من تنظيم المنافسة وإنما طالب بتأجيلها لأسباب إنسانية محضة، معتبراً ذلك "إجحافاً في حق شعب مهووس بعشق كرة القدم، حيث حرمته من عرس طالما تمناه على أرضه، ومن منتخب تنتظر من مدة متابعته في هذا المونديال الإفريقي بقيادة مدرب نادى بإسمه لسنوات.."، فيما اعتبر معلقون آخرون أن أي عقوبة قد تصدر في حق الكرة المغربية ستكون ظلماً في حق جميع المتداخلين في اللعبة. واستغربت فئة أخرى من تهديد مؤسسة رياضية هي الأولى قارياً للمغرب بسبب اعتماده على تقارير منظمة الصحة العالمية في طلبة تأجيل تنظيم "الكان" خوفاً على صحة المواطنين المغاربة وكذا المنتخبات والجماهير التي كانت ستحل ضيفةً على المغرب مطلع العام المقبل، "صراحةً، هذا العجوز حياتو تحول من رجل يمثل كرة القارة السمراء إلى مصاص دماء، لا تهمه حياة البشر بقدر ما يهمه تنظيم التظاهرة لضمان الاستفادة من الأموال والتعاقدات مع الشركات العالمية..". واختلفت ردود الأفعال من راض ومتظلم، إلى فئة أخرى اعتبرت تسارع الأحداث في الفترة الأخيرة وما نتج عنها من قرارات، فرصة لوقوف المسؤولين على القطاع الرياضي بالمغرب من أجل التأمل، و"إعادة النظر في الميزانية الضخمة المخصصة لإنعاش الكرة المغربية الموبوءة، وإعادة ترشيد نفقاتها خلال الفترة التي ستكون فيه معرضةً لعقوبة الإيقاف". ورأى مجموعة من الفايسبوكيين أنه حان الوقت لإنهاء الجامعة الملكية المغربية تعاملاتها مع "الكاف" والإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، في تعليقات ساخرة من المستوى اللاإنساني الذي أبانت عنه الكونفدرالية الإفريقية بإصرارها على إقامة العرس الإفريقي رغم وجود خطر إنتشار "إيبولا"، ومشيدةً في الوقت نفسه بالموقف "الرجولي لميشيل بلاتيني، رئيس UEFA الذي عبر بجرأة عن مساندته للمغرب في قراره بتأجيل تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لعدم تعريضه صحة مواطنه لخطر الإصابة بالفيروس القاتل". هذا في الوقت الذي لا زالت فيه مجموعة كبيرة من المعلقين مقتنعة بأن "الموقف المغربي لم يكن سوى وسيلة تبررها الغاية المتمثلة في قرار الكاف بإقصاء منتخبنا المتواضع، لأن المسؤولين المغاربة تأكدوا من خلال مستوى الأسود في الوديات التي خاضها مؤخراً أنه ضعيف مقارنةً مع باقي المنتخبات المرشحة للتأهل لنهائيات الكان"، وهو الطرح الذي سارت في اتجاهه مجموعة من التعليقات الساخرة والتي اعتبرت الناخب الوطني، بادو الزاكي، المدرب الأوفر حظاً في العالم، "بعد إعفائه من الظهور ككومبارس في نهائيات باتت تضم منتخبات تملك جميعها مقومات البطولة". وتبقى الآراء مختلفة حول مآل "كان المغرب" الذي صار في خبر كان قبل انطلاقته، في انتظار رصد ردود أفعال جديدة حول العقوبات التي سيتم إصدارها في حق المغرب، والتي سيكون ضحيتها الأولى، في حال حرمان الأندية المغربية من المشاركة في المنافسات الإفريقية، هي الجماهير التي ترى في أنديتها منتخبات تمثلها منذ زمن حرمت فيه الأسود فطرة الزئير.