تعيش الجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات منذ أسابيع حالة استنفار بعد اتهام رئيسها جليل نكموش، من قبل العربي التدلاوي، مدير لجنة التكوين بذات الجامعة، باستعمال سلطته في قمة الهرم المسير لهذه الرياضة بالمغرب، من أجل تصفية حسابات شخصية مع أعضاء داخل المكتب تربطهم معاملات تجارية خارج نطاق الرياضة. العربي التدلاوي، السائق المغربي، ورئيس نادي أبطال طنجة ونائب رئيس الجامعة، رفع دعوى قضائية قبل أسابيع على الرئيس بعد تلقيه شيكا بدون رصيد من قبل هذا الأخير، بقيمة 90 مليون سنتيم، ضمن معاملة مالية جرت بينهما خارج الإطار الرياضي، يتهمه من خلالها باستغلال مركزه للضغط عليه وطرده من الجامعة "كنوع من الرد على على التوتر الذي حصل بينهما في إطار تجارة خاصة بين الطرفين". من جانبه، نفى جليل نكموش، رئيس الFRMSA، أن يكون لقضية "الشيك" أي دخل في مسألة إبعاد التدلاوي عن الجامعة، مضيفا أن القرار أتى بإجماع من أعضاء اللجنة التأديبية، التي يترأسها نكموش نفسه. رغم أن اجتماع هذه اللجنة عقد في نفس اليوم الذي تم خلاله اكتشاف سحب شيك بدون مؤونة في الحساب البنكي الخاص لرئيس الجامعة. التدلاوي يُصوّب سِهام النقد لنكموش.. ويُطالب بإنصافه طالب العربي التدلاوي في حديثه مع "هسبريس الرياضية" بإنصافه في هذه القضية "التي يستغل فيها رئيس الجامعة بشكل سافر صلاحياته للإطاحة بكل من يخالفه الرأي"، مضيفا أن رئيس الجامعة ما زال متابعا من قبل السلطات بسبب إعطائه شيك بدون رصيد، وأنه لن يصمت أمام قرار إبعاده من منصبه. وأضاف المتحدث نفسه أنه يعارض سياسة الجامعة الحالية رغم انتمائه إليها، مبديا أسفه للوضعية التي آلت إليها هذه الرياضة بالمغرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى غياب مجموعة من الأمور الضرورية والبسيطة، مثل إصدار ترتيب دوري للمتسابقين المغاربة المشاركين في مختلف التظاهرات التي تنظم داخل التراب الوطني، مؤكدا أنه دعا إلى تدارك هذه الأمور في العديد من المناسبات، دون إيجاد أذن صاغية. واستغرب التدلاوي لإبعاده من مهامه داخل الجامعة مباشرة بعد علم الرئيس بتقديم الشيك المذكور، مردفا.. "حتى لو كنت مجرما، وجب على اللجنة استدعائي والاستماع إلى أقوالي ومن ثم اتخاذ قرار في حقي.. لا الاجتماع بشكل يدعو إلى الشك والتقرير في أمري بهذا الشكل". الجامعة تَتبرأ من التدلاوي وتَتّهمه بخَرق القانون الداخلي نفت الجامعة الملكية لسباق السيارات في شخص رئيسها نكموش في تصريحات لهسبريس الرياضية أن يكون لموضوع الشيك أي علاقة بقرار التوقيف في حق رئيس لجنة التكوين، مؤكدا أن القرار اتخذ بشكل جماعي من قبل اللجنة التأديبية، ودعمه جل أعضاء المكتب المديري. بدورهم، أيد كل من جمال زكاري، الكاتب العام، ويوسف العلوي، مدير التواصل والتسويق، إضافة إلى مونية لوليدي أمينة المال بالجامعة القرار الذي اتخذته اللجنة، وعبروا عن امتعاضهم من الطريقة التي يتعامل بها التدلاوي مع زملائه، و"التي تصل إلى درجة السب والشتم وتكسير الحواسيب خلال بعض الاجتماعات، وفي مجموعة من المناسبات، إضافة إلى التهديدات المكتوبة التي يستقبلونها بشكل مستمر من العضو المذكور". أعضاء المكتب الجامعي لسباق السيارات أوضحوا أن قرار التوقيف لم يأت بشكل مفاجئ كما يروج له التدلاوي، مؤكدين أنه قد تم إنذاره في مناسبات سابقة، بعد خرقه لمجموعة من القوانين الداخلية، وذلك ضمن وثائق تتوفر "هسبريس الرياضية" على نسخ منها. اتّهامات مُتبادلة.. وإدانة بالتآمر على الجامعة الجامعة الوصية أمدت "هسبريس الرياضية" بمجموعة من الوثائق التي تدين التدلاوي بالتآمر على الجامعة من خلال مراسلة هذا الأخير للاتحاد الدولي لرياضة سباق السيارات غشت الماضي، ومطالبتها بالتدخل ل"إعادة الشرعية" للجامعة من خلال عقد جمع عام جديد، بداعي أن الجمع العام الأخير لا يستوفي الشروط القانونية، في الوقت الذي يشغل فيه العضو نفسه مركزا مؤثرا داخل الجهاز الوصي، باعتباره نائبا للرئيس ورئيسا للجنة التكوين. الجهاز ذاته اتهم أيضا التدلاوي بتجاوز اختصاصاته ومراسلة الاتحاد الدولي لتنظيم تظاهرة "أكاديمية السائقين الشبان"، في شتنبر الماضي، رفقة بعض رؤساء الأندية الذين تربطهم علاقة سيئة بالجامعة الحالية، أمثال سعيدة الإبراهيمي، وعبد الرحيم عبدان، الرئيس المنتدب للجامعة السابقة، واللذان كانا قد دخلا في صراع مع الأعضاء الحاليين من أجل الفوز برئاسة الجامعة، بالرغم من أن المخاطب الوحيد للFIA هو جليل نكموش. وبين اتهام التدلاوي لنكموش باستغلال سلطة الرئاسة لتصفية حسابات شخصية، واتهام الجامعة للعضو "المغضوب عليه" بالتواطؤ مع أشخاص آخرين من أجل تلويث سمعة الرئيس الحالي لجامعة سباق السيارات، بهدف فتح النقاش أمام إجراء جمع عام جديد، تبقى حالة الاستنفار على حالها إلى حين خروج هذا الملف من يد القضاء، الذي لجأ إليه التدلاوي لإنصافه.. وإلى ذاك الحين يستمر المكتب الجامعي الحالي في مهامه، علما أنه نظم 11 تظاهرة وطنية لسباق السيارات منذ بداية السنة الجارية، في تطور ملحوظ مقارنة مع السنة الفارطة.