يفتح ملعب ويمبلي الشهير مدرجاته الخالية من الجماهير أمام مباراتي نصف نهائي كأس إنجلترا لكرة القدم، اليوم السبت بين أرسنال ومانشستر سيتي وغدا الأحد بين مانشستر يونايتد وتشلسي، في مواجهتين قويتين لاربعة أندية بين الستة الكبار نجحت في إحراز اللقب خلال الأعوام الاربعة الاخيرة. في المباراة الأولى، يسعى أرسنال إلى تحقيق مفاجأة كبيرة ثانية في غضون أسبوع بعد فوزه على ليفربول المتوج بلقب الدوري 2-1 وإحباط آماله بالوصول إلى الحاجز الرمزي للمئة نقطة في البريميرليغ. كما أن تغلب أرسنال على سيتي بات مفاجأة في إنجلترا، في ظل التقدم الرائع ل"سيتيزينس" في العقد الأخير خصوصا تحت إشراف مدربه الإسباني بيب غوارديولا. فقد نجح "المدفعجية" مرة يتيمة في آخر عشر سنوات بالحلول فوق سيتي في ترتيب الدوري المحلي، وبدأوا في مرحلة التقهقر خصوصا بعد رحيل مدربهم التاريخي الفرنسي أرسين فينغر. وحسم لاعبو سيتي، المتوج بلقب الكأس ست مرات آخرها الموسم الماضي وبكأس الرابطة هذا الموسم، مواجهات أرسنال السبع الاخيرة، وسجلوا 20 هدفا في مرماهم مقابل هدفين فقط. وتبدو إمكانيات أرسنال أضعف بكثير من القدرة الشرائية الهائلة لسيتي المملوك إماراتيا، خصوصا وأنه يفتقد للجوائز المالية الناتجة عن مشاركته في دوري أبطال أوروبا والذي غاب عن منافساته في آخر أربعة مواسم بعد 19 مشاركة متتالية في حقبة فينغر. ويخوض سيتي المواجهة بعد كسر محكمة التحكيم الرياضية قرار إيقافه القاري لموسمين بسبب مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف، ما أثار ارتياحا في كواليس النادي الأزرق. وقال غوارديولا الذي يفكر كثيرا بإياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد المتوج الخميس بلقب الدوري الإسباني (2-1 لسيتي ذهابا في مدريد)، "أعرف أنه بالنسبة لأندية النخبة مثل ليفربول، مانشستر يونايتد وخصوصا أرسنال، لا يريحهم أن نتواجد هنا. لكن عليهم أن يفهموا أننا نستحق التواجد". وبعدما لعب دور المساعد لغوارديولا في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي في الموسمين الماضيين، يجلس الإسباني ميكل أرتيتا هذه المرة في الجانب الآخر مع أرسنال بعد خلافة مواطنه المقال من منصبه أوناي إيمري. وصحيح أن أرسنال حقق فوزا رمزيا على ليفربول، لكن هدفيه نجما عن خطأين فادحين من المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك والحارس البرازيلي أليسون بيكر. كما سيطر ليفربول على الإستحواذ بنسبة 70% وسدد 24 مرة على مرمى فريق شمال لندن، مقابل ثلاثة فقط للغابوني بيار ايمريك أوباميانغ ورفاقه. وقال أرتيتا بعد الفوز على ليفربول "الفارق كبير، لكن لا يمكننا تقليصه في شهرين. الفجوة بين المساءلة، الطاقة، الإلتزام والقتال متساوية يبن الفريقين الآن ولم تكن على هذا النحو من قبل". ويحتاج أرسنال إلى سد فجوة مماثلة ضد سيتي الذي يعيش فترة رائعة منذ فوزه بسهولة على أرسنال 3-صفر في الليلة الأولى من عودة الدوري المحلي بعد توقف لنحو ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، والذي فرض إقامة باقي مباريات الموسم دون جماهير وفي ظل بروتوكول صحي صارم. وفيما يحارب أرسنال، حامل الرقم القياسي مع 13 لقبا في الكأس آخرها في 2017، للتأهل إلى الدوري الأوروبي لحلوله تاسعا راهنا في الدوري، ضمن سيتي حلوله ثانيا وراء ليفربول. وقد أراح غوارديولا نجومه البلجيكي كيفن دي بروين، رحيم سترلينغ، الجزائري رياض محرز والفرنسي إيمريك لابورت خلال الفوز الأخير على بورنموث 2-1 الأربعاء، فيما تحسّر أرتيتا على "الدقائق المجنونة" التي خاضها لاعبوه في الأسابيع الأخيرة المزدحمة في المباريات. سولسكاير ولامبارد توّاقان للالقاب وفي المباراة الثانية الأحد، يسعى مانشستر يونايتد المتوّج 12 مرة آخرها في 2016 إلى تحقيق فوزه الرابع تواليا هذا الموسم على تشلسي حامل اللقب ثماني مرات آخرها في 2018. وفاز رجال المدرب النروجي أولي غونار سولسكاير مرتين في الدوري 4-صفر و2-صفر، وفي دور ال16 من كأس الرابطة 2-1. لم يخسر فريق "الشياطين الحمر" في آخر 19 مباراة، ويمرّ بفترة رائعة باستثناء إهداره الفوز على ساوثمبتون في الوقت القاتل في الدوري. ويتألق في صفوفه المهاجمون ماركوس راشفورد، الفرنسي أنتوني مارسيال والشاب مايسون غرينوود، خصوصا في الكرات المرتدة. ويتنافس الفريقان بضراوة على إحدى بطاقتين مؤهلتين إلى دوري أبطال أوروبا، إذ يحتل تشلسي المركز الثالث (63 نقطة) قبل جولتين على نهاية الدوري، بفارق نقطة عن كل من ليستر سيتي ويونايتد. ويجهّز مدرّب تشلسي ونجم وسطه السابق فرانك لامبارد تشكيلة قوية للموسم المقبل، سينضمّ إليها لاعب الوسط الدولي المغربي حكيم زياش القادم من أياكس أمستردام الهولندي وهداف لايبزيغ الألماني الدولي تيمو فيرنر. ويبدو يونايتد وتشلسي من أبرز المرشحين لمنافسة ليفربول ومانشستر سيتي على زعامة الكرة الإنجليزية في الموسم المقبل. لكن الشكوك تحوم حول قدرة سولسكاير أو لامبارد على إعادتهما إلى منصات الالقاب لمقارعة المميزين الألماني يورغن كلوب وغوارديولا. وسيكون تتويج أحدهما بالكأس ضروريا لتعزيز الثقة به وبناء الزخم قبل الموسم المقبل الذي سيكون على الأرجح متأثرا بتداعيات فيروس كورونا.