اقتحم اليوم الأحد المئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو مقرات السلطات الرئيسية في العاصمة برازيليا، بينها مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي إلى جانب عدة بنايات وزارية متسببين في أضرار عديدة، وفق ما تُظهر صور تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي. فيما طوقت السلطات المنطقة المحيطة بمبنى البرلمان في برازيليا لكن مئات من مناصري بولسونارو الذين يرفضون قبول فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات الرئاسية صعدوا إلى المبنى وتجمعوا على سقفه، بحسب مصور وكالة الأنباء الفرنسية. ويحتجّ هؤلاء المتظاهرون على عودة اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل الأسبوع الماضي بعدما تقدّم على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 تشرين الأول/أكتوبر. واجتاح مد بشري من المتظاهرين الذين كانوا يرتدون الأصفر والأخضر مرافق السلطة الرئيسية في العاصمة برازيليا وفق مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية وهي صور تذكر باقتحام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن في كانون الثاني/يناير 2021. وبحسب أشرطة فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية مكاتب البرلمانيين محطمة أو متظاهرين واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ. كما يبدو أيضا أن الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعتبر تحفا معمارية من الطراز الحديث وتضم العديد من الأعمال الفنية. وللعلم، فإن المنطقة القريبة من ساحة السلطات الثلاث حيث يوجد قصر بلانالتو الرئاسي قرب المحكمة العليا ومبنى الكونغرس، كانت أغلقتها السلطات لكن أنصار بولسونارو تمكنوا من خرق الطوق الأمني. وحاولت رجال الأمن، الذين يبدو وأنهم تفاجؤوا من هذا الهجوم ، صد المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع لكن دون جدوى. ومن جهته، قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر "هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تنجح. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك". وكان دينو قد سمح السبت بنشر عناصر من القوة الوطنية وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحيانا إلى الولايات في حال حدوث تهديد ضد القانون والأمن. وفي ردود الفعل دولية، ندد نواب فرنسيون من معسكر الرئيس ومن المعارضة اليسارية مساء الأحد ب "هجمات اليمين المتطرف" في البرازيل وعبروا عن دعمهم للرئيس لولا. طلب تدخل عسكر من جانبها، قالت إحدى مناصرات بولسونارو تدعى سارة ليما (27 عاما)، وهي مهندسة جاءت من جويانيزيا على بعد 300 كيلومتر من برازيليا، لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية "علينا إعادة النظام بعد هذه الانتخابات المزورة". هذا، وكان لولا (77 عاما) غائبا عن برازيليا الأحد حيث توجه إلى مدينة أراراكوارا في ولاية ساو باولو (جنوب شرق) التي شهدت فيضانات مدمرة نهاية العام. ويذكر أن أنصار بولسونارو كانوا يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته أمام لولا في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما طالبوا بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس الأحد الماضي. وتم تنصيب لولا (77 عاما) خلال حفل في الكونغرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عامًا من ترك السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003-2010). وشكلت عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، خصوصا أنه كان قابعا في السجن قبل أربع سنوات فقط بتهمة الفساد. هذا، وكان قد ترأس الجمعة اجتماعاً لوزرائه ال 37 للمرة الأولى متحدثاً عن "مهمة صعبة" ولكن "نبيلة" ل"إعادة بناء البلاد" بعد أربع سنوات من حكم جايير بولسونارو. وتبدو مهمة الوزراء الجدد صعبة في بلد منقسم بشدة بعد انتخابات شهدت استقطابا كبيرا وأفضت إلى فوز لولا بفارق ضئيل على بولسونارو. وكان قد غادر بولسونارو، البرازيل في نهاية السنة متوجها إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترامب حاليا.